عاجل

داعية: أكبر عقوبة قد يشعر بها الحي هي أن يفقد قلبه

  • 36
الفتح - أرشيفية

قال الدكتور محمد سعد الأزهري، الداعية الإسلامي، ومدير مركز الفتح للدراسات، إن أكبر عقوبة قد يشعر بها الحي هي أن يفقد قلبه، مستشهدا بقول الله تعالى : ﴿وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ﴾ [الأنفال: 24].، كما استشهد بقول الله جل في علاه: «﴿ نَسُوا اللهَ فَنَسِيَهُمْ﴾ [التوبة: 67]..، واستشهد أيضا بقول الله سبحانه وتعالى: ﴿نَسُوا اللهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ﴾ [الحشر: 19]...

وأوضح الأزهري في منشور له عبر "فيس بوك" أن الله سبحانه وتعالى عاقب من نسِيَه عقوبتين، إحداهما أنه سبحانه نسيه، والثانية أنّه أنساه نفسَه، موضحا أن نسيانُه سبحانه للعبد: إهمالُه، وتركُه، وتخلِّيه عنه، وإضاعتُه؛ فالهلاك أدنى إليه من اليد للفم.

وتابع قائلا: وأما إنساؤه نفسَه فهو: إنساؤه لحظوظها العالية وأسباب سعادتها وفلاحها وصلاحها وما تكمل به، يُنسيه ذلك جميعَه، فلا يُخطِره بباله، ولا يجعله على ذكره، ولا يصرف إليه هِمَّتَه فيرغبَ فيه، فإنه لا يمرّ بباله حتى يقصدَه ويُؤثِره، وأيضًا يُنسيه عيوبَ نفسه ونقصَها وآفاتِها، فلا يخطر بباله إزالتها وإصلاحها.

وأضاف الداعية الإسلامي قائلا: وأيضًا يُنسيه أمراض نفسه وقلبه وآلامَها، فلا يخطر بقلبه مداواتُها، ولا السعيُ في إزالة عللها وأمراضها التي تؤول به إلى الفساد والهلاك....فهو مريض مثخَن بالمرض، ومرضه مُترامٍ به إلى التلف، ولا يشعر بمرضه، ولا يخطر بباله مداواته، وهذا من أعظم العقوبة العامة والخاصة، فأيُّ عقوبةٍ أعظمُ من عقوبة مَن أهمل نفسَه، وضيَّعها، ونسي مصالحها، وداءَها ودواءَها، وأسبابَ سعادتها وفلاحها وصلاحها وحياتها الأبدية في النعيم المقيم؟

واختتم قائلا: ومن تأمّل هذا الموضع تبيّن له أنَّ أكثر هذا الخلق قد نسُوا أنفسَهم حقيقةً، وضيَّعوها، وأضاعوا حظَّها من الله، وباعوها رخيصةً بثمن بخس بيعَ الغبن، وإنما يظهر لهم هذا عند الموت، ويظهر كل الظهور يومَ التغابن».