رفض واسع لجريمة التطاول على القرآن الكريم

  • 42
الفتح - كتاب الله تعالى

حملة لمقاطعة المنتجات وطرد سفراء السويد وهولندا من البلاد العربية

الأزهر: السلطات السويدية مسؤولة عن الإساءة للمقدسات واستفزاز المسلمين


أدانت عدد من الدول العربية والإسلامية حرق نسخة من المصحف الشريف بعد إصدار السلطات السويدية قرارًا يسمح لزعيم حزب "الخط المتشدد" الدنماركي اليميني المتطرف راسموس بالودان، بإحراق نسخة من القرآن الكريم أمام مبنى السفارة التركية في ستوكهولم، في الوقت الذي انتفض فيه العالم الإسلامي للتنديد بهذه الجريمة النكراء، ومحاسبة من قام بهذا الجُرم، لا سيما بعد أن قام متطرفون بتقطيع المصحف الشريف في مدينة لاهي في هولندا.

وحذرت القاهرة، في بيان رسمي صادر عن وزارة الخارجية، من مخاطر انتشار هذه الأعمال التي تسيئ إلى الأديان، وتؤجج خطاب الكراهية والعنف، كما أصدرت المملكة العربية السعودية "إدانة واستنكار المملكة الشديدين، لسماح السلطات السويدية لأحد المتطرفين بإحراق نسخة من المصحف الشريف أمام سفارة جمهورية تركيا في ستوكهولم".

واستنكرت الكويت الإساءة للمصحف الشريف، كما أدانت المملكة المغربية هذه التصرفات الهمجية، في الوقت الذي نشرت فيه العديد من الدول بيانات رسمية ترفض هذه الأعمال، كالبحرين والإمارات العربية وقطر وتركيا وإندونيسيا وماليزيا، حيث شهدت مدينة إسطنبول التركية، مسيرات احتجاجية أمام القنصلية السويدية في تركيا، أكد المتظاهرون فيها رفضهم الشديد للإساءة للمقدسات الإسلامية.

ورفضت منظمة التعاون الإسلامية في بيان لها أيضا هذا التطاول الأحمق، كذا مجلس التعاون الخليجي، والعديد من المنظمات العربية والإسلامية في العالم، حيث تصدرت حملات لمقاطع المنتجات الاقتصادية للسويد وهولندا، على جميع مواقع التواصل الاجتماعي، في الوقت الذي طالب فيه الآلاف من المغردين بطرد سفيري السويد وهولندا من العواصم العربية.

وفي نفس الصدد، استنكر الأزهر الشريف في بيان شديد اللهجة، هذه التصرفات الإجرامية، مشيرًا إلى أن السلطات السويدية هي المسؤولة عن تكرار الإساءة للمقدسات الإسلامية.

وطالب الأزهر في بيان رسمي آخر الشعوب العربية والإسلامية بمقاطعة جميع المنتجات الهولندية والسويدية بكافة أنواعها، واتخاذ موقفٍ قويٍّ وموحَّدٍ نصرةً لكتاب الله ولقرآننا الكريم؛ كتاب المسلمين المقدَّس، وردًّا مناسبًا لحكومتي هاتين الدَّولتين في إساءتهما إلى مليار ونصف مليار مسلم، والتمادي في حماية الجرائم الدنيئة والبربرية تحت لافتة لا إنسانية ولا أخلاقية يسمونها "حرية التعبير"، وجديرة بهم أن يسموها ديكتاتورية الفوضى، وسوء الأدب، والتسلط على شعوبٍ راقيةٍ مرتبطةٍ بالله وهداية السماء.

من جانبه، يقول الدكتور طه محمد السواح، مدرس العقيدة بجامعة الأزهر الشريف، إن التصرفات المتطرفة التي حدثت في السويد تجاه القرآن الكريم، من إساءة للمصحف الشريف، ثم تمزيق المصحف في هولندا، تدل على العداوة القديمة الحديثة تجاه الإسلام والمسلمين.

وأضاف السواح لـ "الفتح"، أن الله سبحانه وتعالى يقول: "وَلَن تَرْضَىٰ عَنكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ ۗ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَىٰ ۗ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ ۙ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ"، وهذا كلام ربّنا سبحانه وتعالى، الذي لابد وأن ننتبه إليه، فهذا صراع قديم، وليس وليد هذه الأيام.

وتابع، أشيد ببيانات أزهرنا الشريف، وهي بيانات شديدة اللهجة، وآخرها المقاطعة لجميع المنتجات الهولندية والسويدية، وسلاح المقاطعة الاقتصادية سلاح قوي تهابه هذه الدول، وتصنع له ألف حساب، وحري بكل مسلم عاقل يحب دينه أن يقاطع هذه المنتجات، وأن تعتاد هذه البلاد احترام دين الإسلام، ونبي الإسلام صلى الله عليه وسلم.

وأوضح السواح، أن هذه الأفعال ما هي إلا أفعال إجرامية، وأنها لم تنل من مكانة المصحف الشريف في قلوب المسلمين، مضيفًا: كتاب الله سيظل كتاب هداية ورشاد للناس أجمعين، وسيظل دستورًا عظيمًا للإمة الإسلامية، شاء الغرب أو أبى، فمكانة المصحف عظيمة، لا ينقص من قدرها تصرفات بعض المرضى، من المتطرفين أصحاب السجلات السوداء، وحروب الانتخابات الطائفية في بلاد أوروبا.

وأشار إلى أن هذه التصرفات تفضح ما يسمونه بميثاق الشرف العالمي لاحترام الأديان، وأنهم في النهاية يحملون تجاه الإسلام أحقادًا وأمراضًا لا تنتهي، وإن أظهروا غير ذلك.

وحول تمزيق المصحف في هولندا، يقول الدكتور إحسان الحق إسحاق، الباحث الإندونيسي المتخصص في دراسة أحوال الأقليات المسلمة، إن تمزيق المصحف في هولندا، لا يقل جُرمًا عن حرقه في السويد بموافقة السلطات السويدية، مما يدل على أن الكفر كله ملة واحدة.

وأضاف إسحاق لـ "الفتح" أن هذه المجتمعات في النهاية مجتمعات واحدة، تجتمع سويًا على الكفر برب العالمين، وإنما يختلِف بعضهم في صور هذا الكفر فقط؛ لكنهم جميعاً يفترون على اللهِ الكَذِب، ويشرِكون به ما لم ينزِل به سلطانًا، ويجتمعون على العداء لأمة الإسلام، وللإساءة للنبي الكريم صلى الله عليه وسلم.

وأشار إلى أن مواقع التواصل الاجتماعي تشتعل لرفض هذا الإجرام المتكرر الذي يقوم به هؤلاء المتطرفين، وللمطالبة بطرد سفراء هذه الدول من البلاد الإسلامية، بالإضافة إلى المقاطعة الاقتصادية، التي أيدتها مؤسسات كبرى مثل الأزهر الشريف في مصر.