في حوارها لـ"الفتح".. أخصائية التخاطب شيرين سمير: مراكز التخاطب تلعب دورا بارزا في حياة الأسرة وتنشئة الطفل

  • 201
الفتح - مشكلات التخاطب عند الأطفال

أخصائية التخاطب: 

المراكز التي يديرها غير متخصصين تعرقل شفاء الطفل وتقدمه المنشود

القرآن الكريم له أثر مهم في سلامة نطق الطفل وتطور مهاراته

حوار - أمل السلاحجي

قالت شيرين سمير، أخصائية التخاطب –في حوارها لـ"الفتح"-: إن دور الأب يعد دورا محوريا في تنشئة الطفل تنشئة سوية، وليس فقط كمساعد للأم، مؤكدة على الاستقرار الأسري عامل هام في الاستقرار النفسي للطفل وصحته العقلية ومهاراته اللغوية.

وإلى نص الحوار:-

س/ بداية نود أن نتعرف عليكِ أكثر.

ج/ شيرين سمير حاصلة على بكالوريوس التربية الخاصة من جامعة الإسكندرية والدبلومة المهنية ودورات متخصصة في صعوبات التعلم واختبارات الذكاء IQ النسخة الخامسة.

س/ ماذا تقدم مراكز التخاطب للطفل؟

ج/ مراكز التخاطب يفترض أن تقوم بحل المشكلات المتعلقة بالتخاطب كاللدغات وتصحيح المخارج ومشكلات صعوبات التعلم وتعديل السلوك وكذلك تطوير المهارات وما يتعلق بكل ذلك من مشكلات، لكن قد لا يكون أخصائي التخاطب ملم بتلك المهارات كلها بسبب دخول البعض للمجال من خلال كورسات سريعة في تخصص أو اثنين.

س/ هل يسبب ذلك مشكلة للطفل مثلا أو تأخر في التعافي؟

ج/ لا شك؛ لأن بعض تلك المهارات مرتبط بشكل وثيق بالآخر؛ فصعوبات التعلم قد تكون نتيجة لمشكلة في التخاطب وقد ينتج عنها انحراف في السلوك يحتاج إلى تعديل وهكذا.

س/ كيف تعلم الأم أن ابنها يحتاج لمركز التخاطب؟

ج/ بالنسبة للمهارات فتبدأ من سن مبكر جدا بعد الولادة وخلال فترة الرضاعة فعلى الأم ملاحظة استجابة طفلها للمؤثرات السمعية والبصرية، وكلما كبر تتطور معه تلك المهارات؛ فيضحك مثلا عندما تلاعبه أو يلتفت عند سماع الأصوات وهكذا.

وبالنسبة للتخاطب؛ فغالبا الطفل من سن عام واحد يتكلم كلمة، مثل: (بابا - ماما) وهكذا، وفي سن العامين يتكلم كلمتين معا، وفي الثلاثة ينطق جملة قصيرة من ثلاث كلمات؛ فإن تأخر الطفل عن هذا يكون محتاجا لجلسات تخاطب.

أما صعوبات التعلم؛ فتظهر عادة في سن الحضانة وتظهر في تأخر الطفل الشديد عن أقرانه، ونقول شديد؛ لأننا يجب أن نراعِ الفروق الفردية بين الأطفال، وتلاحظ ذلك معلمته، والتي لها دور هام هنا في اكتشاف ذلك التأخر.

س/ هل ازدادت نسب الأطفال المحتاجة لمراكز التخاطب في وقتنا الحاضر عما سبق؟

ج/ نعم، وهذا ملاحظ والإحصائات تشير إلى زيادة نسب الأطفال الذين يعانون من سمات التوحد في العالم أجمع.

س/ إلى ما يرجع سبب تلك الزيادة، برأيك؟

ج/ ترجع تلك الزيادة إلى العوامل الوراثية، بالإضافة إلى أن زيادة نسبة الإشعاعات الضارة من تلك الأسباب بالطبع.

س/ هل للجلوس أمام التلفاز كثيرا وللهاتف دور في تلك الزيادة أيضا؟

ج/ الجلوس أمام التلفاز واستخدام الهاتف لا يُنشئان المشكلة، لكنهما يساعدان في تفاقمها إذا كانت موجودة؛ فيجب على الوالدين ترشيد مشاهدة الطفل عامة لهما، لاسيما من يعاني مشكلة كالتوحد، وصعوبات التعلم وغيرها، ويفضل إلهاء الطفل عنهما بألعاب تنمي المهارات، أو الرسم، أو التحدث مع باقي أفراد الأسرة كما كنا في طفولتنا؛ إذ كانت ألعابنا رياضية وجماعية، وفيها تواصل بصري وسمعي وتحريك للجسد وإعمال للعقل على بساطتها، لكن أطفال اليوم تنقصهم بالفعل تلك الألعاب، ويتساهل الأهل في تركهم أمام الهاتف؛ مما فاقم من مشكلات التعلم والتواصل والتخاطب.

س/ ما دور الأسرة في علاج مشكلات الأطفال؟

ج/ للأسرة الدور الأول والأهم في علاج تلك المشكلات؛ فمنح الطفل الحب والحنان والاهتمام والرعاية الكافية من الوالدين، وليس الأم فقط هو ما يُنشئ طفلا سليما نفسيا وصحيا، وللأب دور محوري في ذلك، وكذلك استقرار الأسرة وروح المودة والرحمة بين الوالدين تنعكس إيجابا على أولادهم، والأسرة غير المستقرة أو التي الأب فيها منفصل عن الأم تكون نسبة المشكلات التي يعاني منها الأولاد أكبر بلا شك.

س/ أرجو أن تلقِ الضوء على أهمية حفظ القرآن مبكرا للطفل وسلامة نطقه.

ج/ حفظ القرآن في سن مبكر يساعد الطفل على مرونة مخارجه وتصحيحها؛ لأن اللغة العربية هي من أكثر اللغات ثراء في الكلمات والمخارج، وحفظ القرآن كذلك يضبط للطفل مخارجه  ويوسع مداركه، والطفل الذي يحفظ القرآن يتجاوز سريعا مشكلات التعلم والتخاطب.

س/ هل للحضانة دور في تطوير مهارات الطفل؟

ج/ نعم، وهذا ملاحظ أيضا؛ فالطفل الذي يلتحق بحضانة في وقت مناسب -ولا أقول مبكرا- نجد مهاراته تتطور سريعا؛ فيستطيع الاعتماد على نفسه أسرع، وقدرته على التواصل مع الغير تزداد.

س/ ما أصعب موقف تواجهيه في عملك مع الأطفال؟

ج/ أصعب المواقف عندما يخبرني طفل مثلا أنه ليس عنده أب أو أم، والذي للأسف لا تكون كل الحالات أيتام، بل يكون أحد الوالدين قد هجر الأسرة وترك الأطفال وترك ذلك أثرا واضحا على الطفل.

س/ كلمة أخيرة توجهيها للأمهات والأباء في ذلك الشأن؟

ج/ أولا حسن اختيار شريك الحياة؛ فالاختيار السييء ينعكس على الأولاد لا شك، وثانيا أقول لهم: إن التربية ليست بالرعاية والإنفاق فقط، بل بالحب والتشجيع والاهتمام، وأنبههم كذلك لمتابعة طفلهم منذ المهد ولا عيب في سؤال أهل الشأن في كل ما يلم بالطفل؛ فالتأخر في علاج المشكلة يجعلها أصعب ويطول من وقت علاجها.

ونتوجه في ختام لقاءنا بالشكر لضيفتنا على ما أضافته لنا من معلومات ونصائح هامة أوضحت لنا أهمية مراكز التخاطب ودورها، وكذلك كيف نساعد أولادنا في اجتياز ما قد يطرأ عليهم من مشكلات وصعوبات في وقت مبكر.