• الرئيسية
  • مواد مميزة
  • المسجد الأقصى في عين العاصفة.. الباحث الفلسطيني فخري أبو دياب في حواره للفتح: الاعتداءات الصهيونية لا تتوقف وتهجير قسري في سلوان

المسجد الأقصى في عين العاصفة.. الباحث الفلسطيني فخري أبو دياب في حواره للفتح: الاعتداءات الصهيونية لا تتوقف وتهجير قسري في سلوان

  • 116
الفتح - الباحث فخري أبو دياب

 منذ احتلال القدس في 1967 وتتعرض القدس والمسجد الأقصى لصنوف من الاعتداءات فما بين الحريق والاقتحامات والتنكيل بالمصلين، والحفريات، فالاحتلال لا يتوقف يوماً عن الاعتداءات، لذا كان لنا هذا اللقاء مع الباحث الفلسطيني الناطق باسم لجان الدفاع عن بلدة سلوان فخري أبو دياب، لنلقي الضوء على بعض ما يجري في محيط المسجد الأقصى من اعتداءات.

 بداية.. ما هو الوضع العام لاعتداءات الاحتلال على القدس؟

الاعتداءات على المسجد الأقصى ومحيط المسجد الأقصى لم تتوقف منذ احتلال الجزء الشرقي من القدس، ومستمرة حتى يومنا هذا، وتتخذ كل يوم أشكال وأبعاد أخرى، وخاصة أن ماذال المسجد الأقصى في عين العاصفة، وكل ما يقوم به الاحتلال وسلطات الاحتلال، وأذرع الاحتلال التهويدية من جمعيات استيطانية وجماعات الهيكل المزعوم، هي لتفريغ محيط المسجد الأقصى، وتهويد هذا المحيط، والانقضاض فيما بعد على المسجد الأقصى، فالهدف تغيير التركيبة السكانية في محيط المسجد الأقصى.

 ما هو واقع أهل القدس؟

أهل القدس الذين يسكنون في محيط المسجد الأقصى هم خط الدفاع الأول عن المسجد، وهذا يعيق ويفشل الكثير من مخططات الاحتلال لتواجدهم الدائم في المسجد الأقصى ورباطهم واعتكافهم في المسجد، وأيضاً لأن الاحتلال يخشى ردات الفعل من المحيط، وبعد ذلك الدوائر الأوسع.

كيف ترى خطوات الاحتلال لتهويد المنطقة؟

لقد لجأ الاحتلال في محيط المسجد الاقصى إلى أمور عدة لتغيير الوضع القائم وتهويد المنطقة، فتحت الأرض هناك حفريات وأنفاق ومحاولة لطمس التاريخ والآثار العربية والإسلامية تحت الأرض لسلخ هذه المدينة عن إرثها التاريخي والحضاري وإزالة وتحطيم الذكريات وكل ما يدلل على الهوية الحقيقة لمدينة القدس العربية والإسلامية، أو إبقاء بعضها والقيام بتزويرها ومحاكاتها بطريقة ما لتحاكي روايات وأساطير أراد الاحتلال إثبات وجودها في هذه المنطقة في محيط المسجد الأقصى؟ وتحديداً وحظيت بنصيب الأسد وهي منطقة سلوان، ما يسمى بمشروع الحوض التاريخي الذي يبدأ من الشيخ جراح شمال البلدة القديمة إلى سلوان جنوب المسجد الأقصى.

 وماذا يحدث في سلوان؟

لسلوان نصيب الأسد من هذا المشروع من التهويد ومن التهويد العرقي، ومن تغيير التركيبة السكانية، وذلك لأنها الملاصقة والحامية وخط الدفاع الأول عن المسجد الأقصى من الناحية الجنوبية الشرقية، وبها كنز من الآثار تحت الأرض وعىل سطح الأرض،

فتحت الأرض ونتيجة هذه الحفريات والأنفاق التي يدمر فيها التاريخ ويقيم متاحف توراتية تحت الأرض، لتحاكي أساطير وروايات لغسل أدمغة من يدخلون هذه الأنفاق لإثبات أحقية وجود حضارة مزورة يريدها الاحتلال.

وهذه الحفريات العشوائية والغير ممنهجة والغير علمية والغير مدروسة وعدم وجود رقابة دولية على هذه الحفريات، فقد دمرت الإرث التاريخي الإنساني تحت الأرض بشكل هائل وكبير وأبقت على مايريده الاحتلال ليزعم وجود حضارة واساطير توافق رواية الاحتلال.

وهذه الحفريات بسبب سحب الاتربة والصخور من أسفل المباني جنوب المسجد الأقصى في منطقة سلوان، وحتى في السور الجنوبي والجنوب الغربي للمسجد الأقصى، كثير من الأساسات للمعالم والمنازل وللمسجد الأقصى نفسه، معلقة بالهواء وبعضها تصدع وتشقق، والاحتلال بدل أن يوقف اسباب التشققات والتصدعات، بدل أن يوقف عمليات الحفر التي تقوم بها جمعيات استيطانية في تفريغ الوجود العربي وطرد السكان من هذه المنطقة، بدل من أن يوقف أسباب التشققات يعطي أوامر إخلاء للمواطنين لكي يخلوا المنازل بدعوى أنها غير آمنة.

 ماذا يجري في سلوان فوق سطح الأرض؟

وعلى سطح الأرض الاحتلال لا يعطي تراخيص بهدم المنازل بهدم، وذلك لتغيير التركيبة السكانية، فهو يسمح للمستوطنين بالبناء والاستيلاء على الممتلكات ولا يسمح للفلسطينين باستصدار تراخيص بناء ويهدم القائم منها وطبعاً يقوم بأعمال لتكون هذه المنطقة طاردة للمقدسيين بشكل كبير لجلب مزيد من المستوطنين.

بالإضافة للاستيلاء على الأراضي والممتلكات وإقامة مشاريع تهويدية، وحدائق توراتية، ومسارات تلمودية، كل هذا بهدف غسل أدمغة من يصل لهذه المنطقة ولخنق المسجد الأقصى بالمزيد من المشاريع التهويدية، بالإضافة للقبور الوهمية للاستيلاء على الأراضي، وفي فضاء الأفق هناك مشاريع تهويدية لإغلاق الأفق وإغلاق الرؤيا عن المسجد الأقصى المبارك، واستغلال ذلك لامور أمنية وجلب المزيد من المستوطنين ولتسهيل وصولهم ولترسيخ الوجود الإسرائيلي الاستيطاني في المنطقة، ولأهداف أيديلوجية.

 هل ترى أن حريق الأقصى ما زال مشتعلاً ؟

 نعم  مازال الحريق مشتعلاً، ولكن بطرق ووسائل أخرى لأن الهدف حرق وإزالة المسجد الأقصى، هذا المعلم الذي يدلل على أن القدس عربية وإسلامية، لإقامة هيكلهم المزعوم، فكل ما يجري في محيط القدس، والبلدة القديمة، فهو عمل مدروس وممنهج من قبل سلطات الاحتلال، لأن الاحتلال يريد تغير الواقع التاريخي والديني والقانوني في المسجد الأقصى ولذلك يمنع الترميم، يمنع دائرة الأوقاف من ممارسة صلاحيته، يفرغ الوصايا الأردنية من موضمونها، يدخل المقتحمين، استفزازات، اداء طقوس تلمودية، ويتدرج في فرض وقائع تلمودية على المسجد الأقصى، ليصل إلى اقتسام المسجد زمانيا ًومكانياً، وبعد ذلك يصل لإقامة هيكلهم المزعوم.

ومازالت الأعمال التهويدية مستمرة بشكل كبير وحتى هناك مشاريع يطلق عليها الاحتلال تحسين ملامح المدينة، وهي في الحقيقة تهويد ملامح المدينة، وتغيير ملامح المدينة على حساب الوجود العربي والتاريخ والثقافة العربية، لأنه يريد أن يرى مدينة حسب وصفهم، أورشليم حسب الوصف التوراتي خالية من كل مظاهر العربية والإسلامية، وأيضاً بأعداد قليلة من المواطنين المقدسيين والفلسطيين ليستطيع محاصرتهم ولكي لا يكونوا عائق أمام مشاريع الاحتلال لأن وجودهم هو الذي يفضل الكثير من مشاريع الاستيطان في القدس