واصلت أزمة السكر توسعها خلال الأيام القليلة الماضية بالمحافظات، إذ بدأ المنتج في الاختفاء من بعض الأسواق، حتى وصل سعر الكيلوجرام في السوق السوداء 55 جنيهًا، وأصبح الحصول عليه رحلة شاقة لا يحصل عليه غير المعارف ومن يعرفهم تجار السوق السوداء حتى يحصلوا على كيلو جرام سكر من المحال التجارية، ليصبح الحديث عن السكر محور المناقشات بصفة عامة.
واشتكى العديد من المواطنين نقص إمدادات السكر في المحلات، الأزمة فرضت نفسها على برامج "التوك شو" خلال الفترة الماضية حيث اختفى السكر بشكل ملحوظ من المحال التجارية وارتفع سعره من 25 جنيه و27 جنيه للكيلو ليتراوح ما بين 50 و55 جنيهًا، وأصبح غير موجود حتى داخل الأماكن التي أعلنت مديرية التموين توافره بالأسعار الرسمية.
وأرجع الدكتور علي المصيلحي، وزير التموين والتجارة الداخلية، أسباب الأزمة إلى سوء التوزيع وعدم انتظامه، لافتًا إلى أن الوزارة تعمل على ضبط سلاسل التوزيع من خلال توفير السكر في السلاسل التجارية والمنافذ التابعة للوزارة.
وأضاف المصيلحي، أن بعض المناطق تعاني نقصًا في السكر وسيتم توفيره في المنافذ والشوادر بسعر مخفض، وخلال أسبوع أو 10 أيام سنضخ كميات كبيرة لانتهاء الأزمة، مشيرًا إلى أنه في حال استمرار الأزمة عقب انتهاء المهلة سيطالب مجلس الوزراء بالتدخل للتسعير الجبري للسكر، وهو أمر لا يميل له ولكن في حالة استمرار الأزمة سيتم اللجوء إليه.
وبحسب بيانات وزارة التموين يقدر الإنتاج المحلي من السكر في مصر بنحو 2.8 مليون طن سنويًا، منها 1.8 مليون طن من بنجر السكر، فيما يصل معدل الاستهلاك لنحو 3.2 ملايين طن.
وقالت مصادر مسئولة من شركة السكر بمحافظة كفر الشيخ، إن المصنع يعمل بكامل طاقته ولكنه لا يقوم بإخراج السكر للمواطنين أو التجار وذلك لأن الشركة تعمل بالنظام التعاقدي فالشركة متعاقدة على توريد السكر لوزارة التموين، وكذلك توريد للشركات الكبرى المتعاقدة مع مصانع السكر.
وتابعت المصادر -التي رفضت الإفصاح عن اسمها- لـ "الفتح" أنه خلال الأيام الماضية جرى إبلاغ الشركة من قبل مسؤولي وزارة التموين زيادة إنتاج الشركة من السكر حتى يتم ضخ أكبر كمية من السكر من خلال المنافذ التموينية مع بداية تسليم المواطنين للمقررات التموينية خلال الأيام القليلة الماضية.
هذا وتشن مديريات التموين في العديد من المحافظات حملات تفتيش لضبط السلعة وإعادة توزيعها عبر منافذ وزارة التموين والتجارة الداخلية، وتم ضبط أكثر من شركة تتلاعب بسلعة السكر لبيعها في السوق السوداء بمحافظة الجيزة، كما شنت مديرية التموين والتجارة الداخلية بالإسكندرية حملة أسفرت عن ضبط شركة تعبئة في إحدى المناطق لتجميع كميات من السكر والتصرف في كميات أخرى بإجمالي 60 طنًا، كما صادرت مديرية التموين بالشرقية 10 طن سكر مدعم محمل على سيارة بغرض تهريبه وبيعه في السوق السوداء بإحدى المراكز.
فيما قال عماد حبيب وكيل وزارة التموين بمحافظة كفر الشيخ، إن مديرية التموين تقوم بالتنسيق مع مباحث التموين ومحافظة كفر الشيخ، لشن ضربات استباقية على محتكري السكر داخل المحافظة لضبط الأسواق حيث جرى بالتنسيق مع العديد من الجهات ضبط كميات كبيرة من السكر، ويجري تحرير المحاضر اللازمة لها وبعد العرض على جهات التحقيق تجري إعادة طرحها للبيع للمواطنين داخل منافذ وزارة التموين.
وأضاف أن المديرية رصدت محاولات إخفاء السلعة لكبار التجار بكفر الشيخ، وجارٍ استهداف أماكن احتكار السكر وأن هذه الحملات مستمرة على مدار الساعة حتى يجري ضبط الأسعار مرة أخرى، وكذلك يجري أيضًا تحرير محاضر لمن يقوم ببيع السكر بأكثر من ثمنه وعرضه على النيابة العامة.
وعن طرح كميات من السكر أكد وكيل وزارة التموين بكفر الشيخ، أن المقررات التموينية سيجري طرحها خلال أيام قليلة لدى البدالين التموينيين حيث إن الوزارة وفرت كميات كبيرة من السكر، وأن المواطنين سيحصلون على ذلك من خلال البدالين في مختلف أنحاء المحافظة، وأن مسؤولي التموين يعملون على حل الأزمة وإنهائها بشكل كامل خلال القريب العاجل.