عقب محمود عبد الحميد، عضو مجلس إدارة الدعوة السلفية، على إفشال محاولة لحرق المصحف الشريف في هولندا من قِبل شباب مسلمين، قائلًا: إن ما يحدث في الغرب من محاولات للانتقاص من دين الإسلام سواءً كان بحرق المصحف أو الرسوم المسيئة للنبي -صلى الله عليه وسلم-، أو الاعتداء على المسلمين ومساجدهم فيما يُعرف بـ"الإسلاموفوبيا" هو جريمة عن عِلم وبينة.
وأضاف "عبد الحميد" -في تصريح خاص لـ"الفتح"-: لم يدخر الكفار جهدًا في الكيد للإسلام وأهله، فقد سجل التاريخ أن أهل الكتاب شنوا حروبًا خبيثة ماكرة على هذا الدين، وهي ليست وليدة اليوم، وإنما هي حرب قديمة حديثة، والذي يراجع التاريخ من أول قيام دولة الإسلام بالمدينة إلى المحطة الحاضرة، يرى مدى الإصرار العنيد على الوقوف لهذا الدين وإرادة محوه من الوجود.
وتابع: لقد استخدمت الصهيونية الصليبية في العصر الحديث من ألوان الحرب والكيد والمكر أضعاف ما استخدمته طوال القرون الماضية، وهي في هذه الفترات تعمل على إزالة هذا الدين بجملته، لذلك تستخدم جميع الأساليب التي جربتها في القرون الماضية، فهي تدخل معه في حرب مستميتة؛ لكي تحل مذاهب العلمانية محل الإسلام، وتحت مسميات التطور والتحضر يحاولون تغيير الأخلاق لتصبح كأخلاق البهائم تحت مسمى الحرية، ويحاولون إقناع المسلمين السُذج أن هذه حرية الرأي والفكر؛ ولذلك تحمي الحكومات الغربية هؤلاء القائمين بمثل هذه الأفعال المخزية.
وأكد عضو مجلس إدارة الدعوة السلفية، أن من أسباب ذلك هو سرعة انتشار الإسلام في أوروبا، وكثرة مواليد المسلمين، وكثرة من يدخل الإسلام وانتشار المساجد، فهم يعرفون أن الإسلام هو الدين الوحيد الذي يميل الناس لاعتناقه بشدة تفوق كل الديانات الأخرى، فهم يخشون أن تتحول أوروبا إلى قارة إسلامية، ونحن نقول ما قاله رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لَيَبْلُغَنَّ هذا الأمرُ ما بلَغَ اللَّيلُ والنَّهارُ، ولا يَترُكُ اللهُ بَيتَ مَدَرٍ ولا وَبَرٍ إلَّا أَدخَلَه اللهُ هذا الدِّينَ، بعِزِّ عَزيزٍ أو بِذُلِّ ذَليلٍ؛ عِزًّا يُعِزُّ اللهُ به الإسلامَ، وذُلًّا يُذِلُّ اللهُ به الكُفرَ" [تخريج المسند لشعيب/إسناده صحيح على شرط مسلم]، وقال رسول الله: "إنَّ اللَّهَ زَوَى لي الأرْضَ، فَرَأَيْتُ مَشارِقَها ومَغارِبَها، وإنَّ أُمَّتي سَيَبْلُغُ مُلْكُها ما زُوِيَ لي مِنْها" [صحيح مسلم].