عاجل

استعدادا لرمضان.. محمود عبد الحميد يوضح الأسباب التي تعين على المسابقة للخيرات للتهيؤ للعبادة

  • 41
الفتح - محمود عبد الحميد، عضو مجلس إدارة الدعوة السلفية

قال محمود عبد الحميد، عضو مجلس إدارة الدعوة السلفية: إن من فضل الله -سبحانه وتعالى- على هذه الأمة، أن جعل لها مواسم للطاعات، يضاعف فيها الأجور ويغفر فيها الذنوب، ومن ذلك شهر رمضان الذي أنزل الله -سبحانه وتعالى- فيه القرآن وعمره بعبادات كثيرة جعل لها الأجر الوفير، متابعاً: ولما كانت هذه الأيام الكريمة تحتاج إلى أن نعمرها بطاعة الله -سبحانه وتعالى- وأن ننتهز هذه الفرصة ولا نضيعها، كان لابد من التهيؤ لهذه العبادة والاستعداد لها؛ لأن الأمر العظيم والكريم يحتاج إلى استعداد له، كما قال الله تعالى: "فاستبقوا الخيرات"، بمعنى لا يسبقك إلى الله فيها أحد.

أمور تعين على التهيؤ للعبادة في رمضان

  وأوضح "عبد الحميد" -خلال كلمته في الندوة التي نظمتها الدعوة السلفية بمصر بعنوان "فاستبقوا الخيرات"- أن العبادات تحتاج إلى مسارعة وإلى مسابقة، مشيراً إلى بعض الأمور التي تعين على التهيؤ للعبادة، ومنها:

- أن نخلص لله -سبحانه وتعالى- وأن تكون عبادتنا خالصة لله، فأول شيء هو الإخلاص الذي هو شرط في قبول اي عبادة من العبادات، إذ قال تعالى : ﴿وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ﴾ [البينة: 5]، وقال النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- "إنما الأعمال بالنيات" [ أخرجه مسلم]، موضحاً أن العبادة لابد أن يكون لها نية، والنية نيتين، نية الإخلاص وهي إفراد الله تعالى بالعبادة، ونية التمييز وهي تمييز العبادة، هل هي الظهر أم العصر مثلا؟ هل هو غسل للنظافة أو غسل تعبدي لله سبحانه وتعالى؟ كغسل الجنابة والجمعة والغسل من الحيض والنفاس وغير ذلك؟. 

-لابد من الصدق في العزيمة في فعل الخيرات، بأن يعزم على فعل الخيرات، من عمارة رمضان بكل أنواع العبادات الموجودة فيه، وأن يكون عزمه هذا صادقًا، قال تعالى: ﴿فَإِذَا عَزَمَ الْأَمْرُ فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ﴾ [محمد:21]، موضحاً: فإذا صدقوا الله -سبحانه وتعالى- كان الخير جدًا، أما إذا كذبوا الله، فقد قال: {وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتَانَا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنْ الصَّالِحِينَ • فَلَمَّا آتَاهُمْ مِنْ فَضْلِهِ بَخِلُوا بِهِ وَتَوَلَّوا وَهُمْ مُعْرِضُونَ} [التوبة: 75،76]، فهذا كذب  في النية؛ لأنهم قالوا إن آتانا الله من فضله لنصدقن، سنفعل هذا، ولكنهم لم يفعلوا هذا عندما آتاهم، فكانوا كاذبين في عزمهم، مؤكداً أنه لابد من الاستعداد والتأهب لهذه الأيام المباركات، بالعزم على عمارتها بطاعة الله سبحانه وتعالى.   

- الدعاء بالثبات على طاعة الله -سبحانه وتعالى- وعلى التوفيق لطاعته، فلن يستطيع العبد فعل شيء بحوله وقوته، فلا حول ولا قوة إلا بالله، ولذلك يدعو الله، أن يثبته، ويوفقه ويعينه على طاعته، كما كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يدعو: "اللهم أعني على طاعتك" وكان يقول "اللهم إني أسألك الثبات في الأمر والعزيمة على الرشد" أي على الاستقامة على طاعتك.

- الفرح بقدوم هذه الأيام؛ لأن المنافق يحزن لأن الأيام التي تكون فيها الطاعة والتكليفات، إنما يفرح بها المؤمن، ﴿قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَٰلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ﴾[يون: 58].

- إبراء الذمة من الصيام، وخاصة النساء اللاتي عليهن صيام من الحيض أو من غيره، وكذلك إذا كان لمرض أو سفر، فينبغي أن يبادر الإنسان بإبراء ذمته من هذه العبادة التي تخلف عنها لسبب شرعي.

- التزود بالعلم تهيئ أيضاً، فعلى المسلم أن يتزود بالعلم، أي بأحكام العبادة التي يقدم عليها أيا كانت، عبادة الصيام، أو عبادة الحج، أو العمرة، أو الزكاة، أو غيرها.

ونصح "عبد الحميد" بالتوبة إلى الله -سبحانه وتعالى- استعدادا لرمضان، فهي بمثابة حرث الأرض وتنقيتها من الحشائش والأشياء المفسدة للزرع؛ لأننا نأتي في رمضان ونزرع عبادات كثيرة جدًا، فنحتاج أن نحافظ عليها من أن تؤكل، وذلك بالاستعداد والتهيؤ بالتوبة إلى الله -سبحانه وتعالى- لأن التائب من الذنب كمن لا ذنب له". 

وأوضح عضو مجلس إدارة الدعوة السلفية، أن التوبة إلى الله -سبحانه وتعالى- هي الرجوع إليه  وترك المعصية والندم على فعلها والعزم على عدم العودة إليها فيما يستقبل، وإن كانت بين العباد فينبغي أن يؤدي الحقوق إلى أهلها، سواء كانت بأداء أو عفو من صاحب الحق.