عاجل
  • الرئيسية
  • أخبار المسلمين
  • أبرزها محدودية نشاط المسلمين.. "الفتح" تعرض أحوال الأقلية المسلمة وعلاقتها بالأكثرية الإسبانية والأقليات الأخرى

أبرزها محدودية نشاط المسلمين.. "الفتح" تعرض أحوال الأقلية المسلمة وعلاقتها بالأكثرية الإسبانية والأقليات الأخرى

  • 42
الفتح - المسلمون في إسبانيا

ازدادت هجرة العمالة المسلمة إلى إسبانيا في سنة 1396 هـ - 1976م، لاسيما العمال المغاربة؛ بسبب المعاناة التي حدثت للعمال المسلمين غرب أوروبا، ثم ازدادت الهجرة الإسلامية بعد ذلك، حتى وصل عدد العمال المسلمين في لشبونة إلى أكثر من 50 ألفًا معظمهم من المغاربة، وأغلب هؤلاء من الشباب، ومعظمهم من دون أسرهم، كما أن أغلبهم أمي؛ لذا من السهل انحرافهم.

وتواجه الأجيال المسلمة الجديدة الموجودة في قارة أوروبا خطرًا داهمًا جراء تعرضها لمسخ الهوية الإسلامية والانسلاخ من الدين.

وقد سبق وأن نشرنا تقريرًا عن (أهم المشكلات والتحديات التي تواجه المسلمين في إسبانيا).


والآن نعرض علاقة المسلمين مع الأكثرية الإسبانية:

علاقة المسلمين في إسبانيا مع الأكثرية الإسبانية علاقة عادية تكاد تقتصر على التعامل الناتج عن العمل الروتيني ولا يكاد يوجد برنامج منظم من قبل المسلمين لتوطيد وتحسين هذه العلاقة، ورغم بعض الجهود التي تبذل من قبل النصارى لتنصير المسلمين من خلال الكنائس وغيرها، فإن جهود المسلمين في تقديم الإسلام للآخرين محدودة جدًا، وقد تحدث بين وقت وآخر بعض المساعي الماكرة لإقامة حوار مشترك بين النصارى والمسلمين، إلا أنها نادرة وتقتصر عندما تقام على عدد من المهتمين من كلا الطرفين.

ويشوب العلاقة بين الغالبية النصرانية والأقلية المسلمة الكثير من سوء الفهم والحذر الذي تنميه وسائل الإعلام الإسبانية وهي في غالب طروحاتها غير منصفة للمسلمين إما عن جهل أو سوء نية.

ولا شك أن تحسين صورة المسلمين في إسبانيا تحتاج إلى جهود منظمة من الجالية الإسلامية نفسها، تُوجه لغير المسلمين للتعريف بالإسلام وإزالة المفاهيم الخاطئة عن الإسلام والمسلمين.

وقد يكون الإسبان أقرب إلى الإسلام من بقية الأوروبيين؛ لأنهم يرون بعض بقايا الحضارة الإسلامية منتشرة في المدن الإسبانية الرئيسية، علمًا أن غالبية الإسبان لا يسلمون من آثار التعصب الديني الذي ورثوه من العصور السابقة وتغذيه بين وقت وآخر وسائل الإعلام وممارسة بعض الكنائس في إسبانيا.


العلاقة مع الأقليات الأخرى:

لا تكاد توجد في إسبانيا أقليات كثيرة؛ إذ إن 99% من الإسبان نصارى، ولكن رغم ذلك، توجد أعداد بسيطة من نحل أخرى، مثل: اليهودية، بل إن النصرانية في إسبانيا يمكن النظر إليها على أساس أنها مكونة من مجموعات كثيرة جدًا من الفرق والنحل المختلفة، وعلى أي حال، فليس هناك علاقات متميزة للجالية المسلمة في إسبانيا مع أي من الأقليات الموجودة، ولا شك أن عدم وجود تعاون بين الأقليات الأخرى والجالية الإسلامية في إسبانيا هو مظهر من مظاهر تقصير الجالية في التعريف بالإسلام والاتصال بالآخرين، لتحسين صورة الإسلام والمسلمين في المنطقة.


العلاقة مع العالم الإسلامي:

لا شك أن الجالية الإسلامية في إسبانيا تحتاج إلى أن تكون على صلة بالمسلمين في العالم الإسلامي وذلك للتزود بالثقافة الإسلامية والحصول على الدعم المعنوي والمادي لبرامجها الثقافية والدعوية.

وتتم الصلة مع العالم الإسلامي من خلال سفارات الدول الموجودة في إسبانيا وكذلك الهيئات الدعوية العالمية ذات النشاط الخارجي، مثل: رابطة العالم الإسلامي والندوة العالمية للشباب الإسلامي، وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد في المملكة العربية السعودية.

وتستفيد الجالية الإسلامية في إسبانيا من الهيئات الإسلامية في توفير الدعاة والكتب وكذلك المشاركة في المؤتمرات والدورات الشرعية التي تعقد في بعض الدول المجاورة. ولا شك أن الإبقاء على الصلة مع العالم الإسلامي وتقويتها هي أحد أهم عوامل الحفاظ على هوية المسلمين في إسبانيا.

وتحتاج هذه الصلة إلى تفعيل وتقوية وتحديد لمظاهر المساعدة والعون التي يحتاجها المسلمون هناك. ويقوم المركز الإسلامي في مدريد بدور بارز في ربط المسلمين في إسبانيا بالثقافة الإسلامية بخاصة والعالم الإسلامي بصفة عامة.

وتعد الجالية الإسلامية في إسبانيا غير نشطة في عملها وعلاقاتها مع المجتمع الذي تعيش فيه، وذلك للظروف التي تعيشها، كما أنها تتمتع بقدر مناسب من الحرية والحقوق التي تحتاجها الأقليات بصفة عامة، لذا لا يكاد يوجد في نشاط الأقلية المسلمة ما يلفت النظر أو ما هو غير عادي، سواء كان ذلك إيجابًا أو سلبًا.