السودان.. هدوء المعارك في الخرطوم ووفاة مواطنين جوعًا بـ "أمبدة"

  • 12
الفتح - أرشيفية

هدأت المعارك العسكرية  في العاصمة الخرطوم بين الجيش ومليشيا "الدعم السريع" اليومين الماضيين وحتى صباح اليوم الأربعاء، مُقتصرةً على التدوين المدفعي بين الحين والآخر والقصف بالمسيرات.

بالمقابل لم يساعد هدوء المعارك العسكرية في منح المواطنين فرصة للحصول على الاحتياجات الأساسية، فبينما لا يملك الغالبية المال لشراء الطعام والدواء، تعجز الأسواق في ذات الوقت عن توفير المواد الأساسية بسبب الوضع الأمني في الطرق البرية وسيطرة عصابات مسلحة عليها.

وقال مواطنون إن المخابز العاملة في الخرطوم خاصة في حي الامتداد وجوار المستشفى الأكاديمي وأحياء الديوم توقفت عن العمل لعدم وصول إمدادات جديدة من القوافل التجارية، بعدما أغلقت جماعات مسلحة الطرق بين الخرطوم والولايات المجاورة.

وقال محجوب الذي يقيم في حي الامتداد، من داخل مركز يتزود بالإنترنت عبر "ستارلنك": إن المخابز متوقفة منذ يومين في نطاق الخرطوم لعدم وصول شحنات الدقيق، وبعض المخابز التي عادت إلى الخدمة قبل ثلاثة أشهر توقفت الآن لتدهور الوضع الأمني في الطرق التي تربط العاصمة الخرطوم بالولايات المجاورة.

وأضاف محجوب في تصريح صحفي أن غالبية المنازل في أحياء الامتداد والعمارات خالية من السكان، والأبواب مشرعة ولم تنجُ من النهب، والحياة في الخرطوم لم تعد كما كانت قبل شهرين، خاصة بعد تمدد "الدعم السريع" في الجزيرة وتهديدها بالتوسع نحو نهر النيل.

وأردف: "نسمع المدافع المتبادلة بين الحين والآخر، الأصوات تأتي من محيط القيادة العامة لكن لا توجد معارك على الأرض بين الطرفين، ويتجول جنود من الدعم السريع وهم مدججون بالسلاح في الأسواق الصغيرة".

وتابع: "تقوم عناصر الدعم السريع بالاتفاق مع بعض الأشخاص لنقلهم إلى خارج الخرطوم عبر طرق آمنة مقابل آلاف الجنيهات، وفي بعض الأحيان يطلبون من الفرد (100) ألف جنيه". مضيفا: هذه الطريقة في ظل انعدام الطرق الآمنة ساعدت الآلاف على مغادرة أحياء الخرطوم جنوبًا وشرقًا في المعمورة وأبو آدم والجريف والامتداد والصحافة والديوم الشرقية.

وكانت لجان مقاومة المنصورة أكدت رصد  ثلاث حالات وفاة بسبب الجوع في حي الخيمة في أمبدة جوار محطة الشباب، دون أن تدلي بالمزيد من التفاصيل. وناشدت لجان مقاومة أمبدة المنصورة في بيان أمس الثلاثاء المنظمات الدولية والمحلية بالتدخل العاجل وإنقاذ المدنيين من الجوع والحصار بين الرصاص الطائش والقصف العشوائي.

وكانت مسيرات تابعة للجيش نفذت ضربات جوية ضد تجمعات الدعم السريع شرق العاصمة الخرطوم الأسبوع الماضي، وذلك ضمن عمليات عسكرية باتت تعتمد كثيرًا على طائرات بدون طيار لتنفيذ المهام القتالية.

ووصلت الحرب بين الجيش والدعم السريع العام الأول منتصف هذا الشهر، وأدت إلى نزوح (8.6) مليون شخص داخليا وخارجيا، ومقتل أكثر من (14) ألف من المدنيين، ووضعت (25) مليون في السودان على حافة المجاعة.

  • كلمات دليلية
  • السودان
  • معارك