لن نسمح

  • 206

هذا الكيان الدعوي الرائع، يشهد له القاصي والداني من المنصفين ، ولذلك يجب ألا نسمح لأحد أن يهدمه أو يشوهه مهما كان ، وحسن النية، وترك حبل التسامح على مداه، والظن الحسن الذي يصل إلى حد الغفلة، وكل هذه الخصال، هي التي أعطت الفرصة للبعض أن يهددوا حصوننا من الداخل، ونحن لن نسمح بذلك أبداً.

دعوة وضحت لنا الطريق، ولم تسلك بنا يوماً طريق الاندفاع والتهور، ولا طريق التراخي والانبطاح، عانت، وعانينا معها إقصاءً في الماضي لظروف كانت فوق الطاقة والوسع، ورغم ذلك عبرت بنا من العقبات والعوارض إلى بر الأمان.

ولنا اليوم دعوة شامخة، ومنارة تحسب الأمور بوعي ودقة، ولا تخطو خطوة إلا بعد تأني واستخارة واستشارة، دون أن تنجر إلى حماسة متحمس، لا يدري عواقب الأمور.

وعلى شباب الدعوة عبء كبير، ومسئولية ضخمة، هم وعلمائها؛ للحفاظ على هذا المنهج، والزود عنه، والسير في طريق الإصلاح والتغيير، بدون انحراف عن المسار الصحيح.

ونحن نعلم جيداً، أن اكتشاف المنهج أمر يسير، ولكن التحدي يكمن في السير به، وتطبيقه بدون إفراط ولا تفريط، ونحن دعوة سلفية المنهج، ولابد أن تكون مواجهتنا للعقبات والمستجدات أيضاً سلفية، فدعوتنا سلفية المنهج، سلفية المواجهة، عصرية الوسائل.

أما طريقة (للبيت رب يحميه)، وأن للدعوة رب يحميها، فهذه سلبية لابد أن نتخطاها؛ للحفاظ على عالمية دعوتنا.

ومن أقوى الوسائل للحفاظ عليها بعد توفيق الله عز وجل، أن نعتمد طريقة العمل المؤسسي، والشورى في اتخاذ القرارات، وأن نستكمل طريق العمل الدعوي في كل المجالات، وكذلك في مجال السياسة، أن نتعلم من المرحلة الماضية بما فيها من نجاح وإخفاق.
 
ثم وهذا الأهم نكتشف الطاقات، ونربيها، ونغرس فيها الولاء للإسلام، والمنهج، والدليل الشرعي، وأن نتحول من العمل عند الأزمات، إلى العمل في الرخاء، والشدة، والعسر، واليسر، حتى نحقق لهذه الأمة المكانة الحقيقية بين الأمم والشعوب، والطريق طويل، ومن استطال الطريق ضعف مشيه.
 
ولن نسمح لأحد ما دام فينا عين تطرف، أن يهدد هذا الكيان أبداً.
وعلى كل فرد من أفراد الدعوة، أن يتعامل معها على أنه صاحب الدعوة، وليس مجرد منتمي لها فقط، وإذا كان هناك خطأ قمنا جميعاً إلى إصلاحه، وتصحيحه، وفق آداب النصيحة.