المرحلة الجامعية فرصة ذهبية

  • 467
صورة أرشيفية

إنها ذهبية تصدأ وبريق يتلاشى فانتبهي، إنها ذهبية حياتك المؤقتة المحدودة، إنها سنون جامعتك المعدودة، إنه بريق ريعان الشباب،

فمهما طالت تلك المرحلة الذهبية وامتد وقتها لابد وأن تصدأ وتنتهي، ولابد وأن يتلاشى بريقها، إنها حقيقة الواقع عزيزتي فاحترسي!

لذا أهمس في أذنك بهذه الكلمات:

- اغتنمي ذهبية حياتك ولا تضيعيها، إنها الوقت الذي يتضح فيه بريق عقلك، فاغتنمي هذا البريق قبل أن يتلاشى ويندثر، تعلمي كل مفيد وابحثي عن كل جديد، وتوسعي في معارفك ولا تكتفي بمناهج دراستك. 

عقلك في أزهى عصوره فاستثمريه في فهم الواقع، في البحث عن الحقيقة، أعمليه فقد تعددت الرؤى والأهواء.

نفسك في قمة حماستها، فروضيها للاشتغال بالعلياء والصبر على ما بها من أعباء.

وَمَنْ تَكُنِ العَلْياءُ هِمَّةَ نَفْسِهِ 

 فَكُلُّ الَّذِي يَلْقَاهُ فيها مُحَبَّبُ

- الزمي درج المعالي والترقي في سلم مجدها، ولا تقنعي من نفسك بالقليل لأنكِ أهل لكل ما هو جليل.

وأجمل بهذه النصيحة فالزميها:

إذا غامَرْتَ في شَرَفٍ مَرُومِ 

  فَلا تَقنَعْ بما دونَ النّجومِ

فطَعْمُ المَوْتِ في أمْرٍ حَقِيرٍ 

  كطَعْمِ المَوْتِ في أمْرٍ عَظيمِ

إنك في مرحلة أكثر حرية فاغتنميها بجدية، ادرسي ما تشائين وتفقهي في الدين، وتعلمي وتدربي في أي مجال تحبين أن تخدمي به دينك ونفسك وأسرتك ووطنك. 

ابحثي في ذاتك عن مواطن قوتك وموهبتك فطوريها، واكتشفي مواطن ضعفك فهذبيها، وضعي نصب عينيك أن نبيك -صلى الله عليه وسلم- أخبرنا أننا سنسأل عن «عُمُرِكَ فِيمَا أَفْنَيَتَهُ، وَعَنْ شَبَابِكَ فِيمَا أَبْلَيْتَهُ؟»، فعلًا فلنعد إجابة منجية لهذه الأسئلة التي ستجيب عنها صحائفنا شئنا أم أبينا.

العمر سيفنى والشباب سيبلى، والوقت سيمضي، والكل راحل؛ لكن أنت من تنسجين لنفسك ثوب رحيلك، فأرينا براعتك وجودة حياكتك، وما أجزل معاني هذه الأبيات في هذا المقام لقائلها عنترة بن شداد:

منْ لم يَعشْ مُتَعزّزاً بسنانه  

سَيمُوتُ مَوت الذُّلّ بين المعْشر

لا بدَّ للعمر النفيس من الفنا 

 فاصرف زمانك في الأَعزّ الأَفْخر