لا رحمة ولا احترام

  • 117
صورة أرشيفية


«في أوروبا والدول المتقدمة...» تلك العبارة التي سحرت البعضَ حتى جعلتهم لا يرون الوجه البشع لأوروبا وأمريكا، ففي تلك الدول منتهى الوحشية، وفيها أيضا منتهى الامتهان. 

فقد شعرتُ بالصدمة عندما قرأتُ عن «مزارع الفراء»، والتي تتواجد بكثرة في روسيا وأمريكا وفنلندا والكثير من الدول الأوروبية والغربية، حيث يتم تربية الحيوانات ذات الفراء تربية معينة وبطريقة تسمين معينة، وفي صناديق ضيقة للغاية؛ ليتضاعف الوزن من 3 كجم إلى 19 كجم؛ من أجل الحصول على المزيد من الفراء.

ويذكر الناشطون في جمعيات الرفق بالحيوان مدى المعاناة التي تعانيها تلك الحيوانات، والتي تجعلهم يبدون تصرفات غريبة مثل: الدوران حول نفسها، ومحاولة عض زيلها، كل هذا قبل أن تقتل أو تكسر رقبتها، أو تصعق بالكهرباء، أو تسلخ حيّة، فقط من أجل تحقيق الربح المادي، فهذا ما يخص الوحشية. 

أمّا الامتهان البشري نجده في أسوء أحواله في مصارعة الثيران في العديد من الدول الغربية، والتي تم رفع الحظر عنها، وفي إسبانيا في أكتوبر 2016 أصدرت المحكمة الدستورية الإسبانية العليا رفع الحظر عن رياضة مصارعة الثيران، رغم كل المشاهد الدموية، ورغم ما نتج عنها من قتل لآلاف البشر، وآلاف الإصابات، فقط من أجل الإثارة. 

فأيّ حضارة تلك، وأي تقدم ذلك الذي لا يرحم الحيوان، ولا يحترم البشر؟.