«الصُّحْبَةُ يا رسول الله»

  • 186
صورة أرشيفية

كلمة كلما مرت على أذني أو تذكرتها هي أو الحديث الذي قال فيه الرسول -صلى الله عليه وسلم -: «فَهَلْ أَنْتُمْ تَارِكُوا لِي صَاحِبِي» سرحت بخيالي ثم بكيت.

بل انظر في الحديث نفسه عندما رأى أبوبكر –رضي الله عنه- وجه النبي -صلى الله عليه وسلم- يتمعر، وأشفق أبو بكر على عمر –رضي الله عنهما- الذي جاء يشكو منه!، فجثا على ركبتيه وقال: «يَا رَسُولَ اللَّهِ وَاللَّهِ أَنَا كُنْتُ أَظْلَمَ مَرَّتَيْنِ» إنها قلوب طاهرة.

«الصحبة.. الصحبة» أين نحن منها؟

عندما أرى أو أتذكر أختًا تتحاشى الحديثَ مع أخرى لأنها أخطأت معها سواء بقصد أو بدون قصد، ولكنها تفاهات يمكن أن نرتقي عنها بالنسبة للصحبة التي كانت بينهما، أتذكر الكلمتين في الحديثين وأتألم لضعفنا.

عندما أرى أختًا تتحاشى الحديث عمومًا مع أي أحد؛ بسبب ما حدث لها من مواقف ماضية، أتألم لأجلها، ولكن فلتعذرني فالأحاديث تجعلني لا أملّ من السؤال عنها؛ لعلها تخرج مما وضعت نفسها به، وينشرح صدرها، ولتعرف أن الصُحبة قوة مهما حدث، ولتنطلق مرة أخرى وتتعلم من أخطائها، كلنا ذو خطأ.

عندما أرى أخوات يناقشن مسألة فإذا اختلفن لا يرفقن بصاحبة الموقف الضعيف، أتألم لجهلنا، نعم عندما لا نستطيع أن نتغافل ونستسلم لسلبيات المجتمع فهذا ضعف وجهل واستسلام، ما الذي سيحدث لو تغافلنا ما دام الخطأ لم يتكرر من نفس الشخص؟

ما الذي سيحدث لو تعاملنا بلطف وتذكرنا حقوق الصحبة قبل تذكر المشاحنة والافتراق؟ ما الذي سيحدث إذا سألنا على من لا يسأل عنّا؟ 

هي طرق لجلب الحسنات ودليل لطهارة القلب، كذلك من الناحية الأخرى أتمنى أن تعي الأخت معنى الصحبة وتحسن الظن فيمن يسألن عنها، ويحسن معاملتها، وهيا بنا نتبادل جلب الحسنات وتطهير قلوبنا.