مشجعا على التكافل ومحذرا من الاحتيال في حملات التبرع على السوشيال.. "شكري": لابد من التحري قبل إخراج الصدقات

  • 106
الفتح - الدكتور أحمد شكري، الكاتب والداعية الإسلامي

علق الكاتب والداعية الإسلامي الدكتور أحمد شكري، على الحملات مجهولة المصدر على وسائل التواصل الاجتماعي؛ للتبرع لجهات غير موثوقة، محذرا من التبرعات الوهمية في الكوارث وعمليات النصب والاحتيال، مشددًا على فضل الصدقة أولًا بقوله: لاشك في أن الصدقة من أهم الأعمال الصالحة، وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- يُكثر أن يطلب من أصحابه الصدقة لعلاج مشاكل المجتمع حتى أن في الحديث عن عمران بن حصين -رضي الله عنه- أنه قال "ما خَطَبَنا رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- خُطبةً إلَّا أمَرَنا بالصَّدقةِ" (تخريج المسند لشعيب - حديث صحيح).

وأوضح "شكري" -في تصريحات خاصة لـ"الفتح"- أن مشاكل المجتمع من أهم أسباب علاجها تكافل أبناء المجتمع فيما بينهم، مؤكدا أن الإيمان قرين الرحمة والتعاطف ما بين المؤمنين، مشيرا إلى أن وجود هذه العاطفة في قلوب المؤمنين للمبادرة والمسارعة في مساعدة المنكوبين والمصابين بسبب الزلازل أو آثار الفيضانات، وشكل البيوت المتهدمة وشكل المصابين، شعور إيجابي جدًا يدل على قوة الإيمان وسلامة الفطرة، لكن للأسف البعض يستغل هذه المشاعر في النصب والاحتيال والتربح من هذه المشاعر بصورة محرمة.

وأضاف: وخصوصًا مع انتشار العديد من صفحات التبرع الوهمية على منصات التواصل الاجتماعي والتي تفتقر إلى أي معلومات واضحة عن منظمي جمع التبرعات أو متلقيها. متابعا "لكل متبرع وكل صاحب قلب رقيق رحيم لا يكفيه فقط رقة قلبه، ولكن يحتاج إلى رجاحة عقله مع رقة قلبه؛ فالنصب والاحتيال يزيد من غفلة المتبرعين وتسرعهم في التبرع من دون التفكير العقلي المنطقي في إحسان الإنفاق".

وقال "شكري": كما نحتاج إلى التبرع نحتاج إلى التبرع الذكي، والتحري الشديد جدًا في أنسب الأماكن التي ستوضع فيها الصدقة، وهذا أيضًا مما توصي به الشريعة، مستشهدًا بقول الله -عز وجل-: {أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ} (البلد: 14)، مستطردا: إطعام الطعام صدقة عظيمة، لكن تكمن عظمة هذه الصدقة إذا كانت في يوم ذي مسغبة، أي: جوع، لكن إذا كان الطعام لشبعان فما قيمة هذه الصدقة؟!

وأكد الكاتب والداعية الإسلامي أن المتبرع مُكلّف، ليس فقط أن يخرج المال من جيبه، بل مكلف أيضا أن ينظر أين يضعه؟ فالواجب عليه أن يأخذ بالأسباب وأن يصل بالتبرع إلى مستحقيه.