"برهامي": بناء الإنسان هو مفتاح النصر وفتح القدس لن يكون على أيدي من يلهون ويلعبون

جهاد الصاوي وعزة نصار

  • 292
الدكتور ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية

أكد الدكتور ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية، أن بناء الإنسان هو مفتاح النصر، بإذن الله تبارك وتعالى، قائلًا: إن الفتح الأول للقدس الذي بَشّر النبي -صلى الله عليه وسلم- بحدوثه بعد موته كما قال في الحديث الذي رواه البخاري "اعدُد ستًّا بين يدي الساعة: موتي، ثم فتح بيت المقدس، ثم مُوتانٌ يأخذ فيكم كقُعَاص الغنم، ثم استفاضة المال حتى يُعطى الرجل مائة دينار فيظل ساخطا..." وذكر بقية الستة، هذا الفتح المبارك كان على يد جيل الصحابة الذي تربى على الإسلام والإيمان والإحسان.

وأضاف "برهامي": هذا الذي نريد أن نؤكده أن فتح القدس لن يكون على أيدي أُناس يلهون ويلعبون، عامة وقتهم في الساحل الشمالي والحفلات وأفراحهم في الشوارع وعقيدتهم على خطر يلعب بها أعداؤهم يروجون فيهم ما يناقض عقيدة "لا إله إلا الله"، مثل: الدين الإبراهيمي الجديد الذي اخترعه اليهود الذين يقولون فيه بمساواة الملل اليهودية والنصرانية مع الإسلام وعمل معابد مشتركة، مؤكدًا أن هذا تمهيدًا لتطبيق هذه الفكرة على المسجد الأقصى وأن يبقى معبدًا مشتركًا وهم يطبقونه عمليًا الآن بالتقسيم الزماني والمكاني.


وأوضح نائب رئيس الدعوة السلفية أن اليهود يضيقون على المصلين ويمنعونهم من الصلاة في المسجد الأقصى، في الوقت الذي يقتحمون المسجد ثلاث أوقات ويأخذون باب المغاربة بجوار حائط المبكى عندهم الذي هو عندنا حائط البراق، فيقسمون هذا الأمر حتى إن شعروا أن الأمة الإسلامية ضعفت جدًا فيهدمون المسجد ويبنون ما يزعمون أنه هيكل سليمان.

وأوضح أن ما يزعم اليهود أنه هيكل سليمان هو في الحقيقة المسجد الأقصى الذي بناه سليمان كما قال -صلى الله عليه وسلم-: "لمَّا فرغَ سُلَيْمانُ بنُ داودَ من بناءِ بيتِ المقدِسِ سألَ اللَّهَ ثلاثًا حُكْمًا يصادفُ حُكْمَهُ وملكًا لا ينبغي لأحدٍ من بعدِهِ وألَّا يأتيَ هذا المسجدَ أحدٌ لا يريدُ إلَّا الصَّلاةَ فيهِ إلَّا خرجَ من ذنوبِهِ كيومِ ولدتْهُ أمُّهُ.." [أخرجه ابن ماجه، وصححه الألباني].


وأكد الدكتور ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية، على ضرورة بناء الإنسان على الإيمان المأخوذ من نصوص الكتاب والسنة، وبنائه على الإسلام، على شهادة أن لا إله إلا الله، وتحقيق التوحيد، ومع تكملة هذا البناء بالمعاملات والتربية على الحلال والحرام في جميع جوانب الحياة.


وأوضح "برهامي" أن الشخص الذي بُني على هذه الأشياء، هو الذي يعلم ما يفعله ساعة الزلزلة، كما قال الله تبارك الله: ﴿هنالك ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا﴾ [الأحزاب:11]، فكان حالهم كما قال تعالى: ﴿وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَٰذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ ۚ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا﴾ [الأحزاب:22]، مبيناً أنهم زادوا إيمانا بالتوكل والصبر والاحتساب والرجاء وعدم اليأس والافتقار إلى الله وحده والإخلاص لله والتضرع بالدعاء والانكسار لله دون من سواه.
وأضاف: وكذلك يزدادون تسليما -أي إسلاما- فيزدادون صلاة، {يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر}، وهو من عبادات القلب، {والصلاة}، أي صلوا كثيرا.

متابعا: فبدلا من تضييع الوقت على النت بالخمس ساعات أو الست ساعات أو السبع ساعات في اليوم، وترك قيام الليل وقراءة القرآن، فعلينا أن ندعو كما فعل نور الدين محمود. ندعو أن يفُكّ الله الحصار عن غزة وسيستجيب لنا الله.


وأشار "برهامي" إلى أن الإحسان الذي هو عبادات القلب والذي تتفرع منه الأخلاق، لابد فيه من تخلية  وتحلية. فنتخلى عن الأمراض القلبية، مثل العجز  والكسل والجبن والبخل والكفر والفقر لغير الله والشك والشرك والنفاق والشقاق وسيء الأخلاق والرياء والسمعة والقسوة والغفلة والذلة والعيلة والمسكنة والعمى والصمم والبكم، والحسد والعجب والتنافس على الدنيا وحب الشهرة وطلب مدح الناس والخوف من ذم الناس. متابعا: هذه الأمراض القلبية التي ذكرناها لو علمناها وفهمنا تفسيرها وكيف نعالجها؛ لتحسنت أخلاقنا. مشيراً إلى أن كل هذه الأمراض تم تناولها في محاضرات على موقع "أنا السلفي".


وأوضح "برهامي" أنه توجد أعمال قلبية واجبة كما توجد أمراض قلبية محرمة. وهناك أخلاق واجبة مثل الصدق والوفاء وأداء الأمانة، وبر الوالدين وصلة الأرحام والإحسان إلى الجيران، كما أن هناك أخلاقا سيئة كالرشوة وخيانة الأمانة، والكذب وغيرها من الأخلاق السيئة. موضحاً أن الأخلاق السيئة هي اللي تدمر المجتمعات وأنه يجب ترك هذه الأمراض، ولابد من أن نجتمع ونتعاون على البر والتقوى، فحينئذ يحصل تغيير بإذن الله، وتتغير موازين القوى، كما رأينا من كانوا يقولون أننا لا نقهر، رأيناهم يفرون ويجرون من عدد قليل جدا.