ثم استقيمي

سناء الأشقر

  • 18

تتعاقب الأيام وننشغل نحن النساء في شتى جوانب الحياة ما بين بيت وأولاد وأهل، ونتفاجأ بمرور السنين وكأنها أيام، وعندما نتوقف ونراجع ما مر نجد أن الأيام مرت بين الطاعة والفتور كحال الجميع ولكن هل الجميع متساويات؟ ومن الفائزة؟

بالطبع لسنا جميعنا متساويات، والفائزة حقاً من عملت بقول الله -عز وجل -:(إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ)، وعملت بقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث (قُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، قُلْ لي في الإسْلامِ قَوْلًا لا أسْأَلُ عنْه أحَدًا بَعْدَكَ، وفي حَديثِ أبِي أُسامَةَ غَيْرَكَ، قالَ: قُلْ: آمَنْتُ باللَّهِ، ثم اسْتَقِمْ) مسلم، فالفائزة حقاً هي من اتقت الله في جميع الأحوال، واستقامت على دينه، وأدت ما عليها من مسؤوليات تجاه زوجها وأولادها، وبرت والديها، ووصلت أرحامها بحسب طاقتها وقدراتها، وأحبت في الله وبغضت في الله، واتسمت بحسن الخلق مع الناس، وحفظت الوقت عما لا ينبغي، وأكثرت من ذكر الله، واتقت الله في تعاملاتها مع الناس، وحفظت جوارحها عما حرم الله، فلم تسع بين الناس بالغيبة والنميمة ولم تحمل الغل والحقد للناس، وجاهدت نفسها على التعامل بحسن الخلق مع الناس وخاصة الأهل والأقارب والأصدقاء، وثبّتت على الحق واستمرت على ذلك، فنقول ربنا الله ثم نستقيم على ذلك.

فعليك عزيزتي بجهاد نفسك على الاستقامة بكل ما تشمله، وهي ترك ما نهى الله عنه وأداء ما أوجبه والاستمرار على ذلك.