المشاركة البناءة

حليمة فاروق

  • 15

البيوت حين تترك بدون مراقبة ورعاية يحدث فيها ما لا تُحمد عقباه ،فليس لنا من الأمر شيء بعدما نجد النقص والعور بداخلها قد انتهش عودها الصلب ومقامها المستقيم.

ولكن ليست المسؤلية على المرأة وحدها ولا على الرجل وحده، فلابد أن يعتدل هذا بذاك حتى يستبين الطريق، ويُقوِّم هذا ذاك حتى يستقيم البقية، فإن صلح الراعي صلحت رعيته، وان فسد المربي فسدت فسيلته.


فالمرأة دورها فعال بناء لا يمكن التغاضي والتهاون بما تقدم لرعيتها فهي المعول الرئيسي الذي تقوم به البلاد والعباد، فهي نصف المجتمع وهي التي تربي النصف الآخر، إذا فهي المجتمع كله. ولكن لا يمكن أبدا أن نطالبها بكل ذلك دون تقديم الامكانيات التي تساعدها على البناء والتربية قدر المستطاع، فأعلام الأمة سادتهم وربتهم أمهاتهم فخرجوا لنا بعلمهم ونورهم حتى اتضحت لنا السبل والطرقات. وما ازدهر هؤلاء إلا لأن هناك نور أمهاتهم أمامهم وذاك النور اشتعل بمقومات تقوده لذلك، فالأب يسعى ويكد حتى يمدها بما تبتغي للتربية، ويعاون ويباشر مسؤوليته تجاه ما خلَّف وراءه.

وهذا لا يبعدنا عن دور الرجل المربي في البيوت، فهو العماد الذي به تستقيم، وهو الصلابة تجاه ليونة المرأة، وهو الحدة تجاه تعاطفها، وهو الشدة تجاه تراخيها، فإن استقام هذا بذاك بانت الطرق واستقامت للجميع ، وان تخلى أحد منهم عن مهمته انفلت زمام الأمر وتحولت البيوت لأزمات ونكبات وسارت على غير عهدها .

فالاستقامة مقرونة بالمرأة والرجل معا لا تطلب من أحد وتترك من الاخر ولا تعطى لاحد وتسلب من الآخر.