اسق تلك النبتة

إيمان حمودة عبده

  • 21

تخيلي عزيزتي أن لديكِ نبتة جميلة إشتريتها وضعتها في شرفتك وإنتظرتِ أياماً لتزهر ويفوح عبير أزهارها، وإنتظرتِ ثم إنتظرتِ دون جدوى، فلا النبتة أزهرت ولا شممت عطرها، وسألتِ نفسكِ هل سقيتها يوماً؟ فإن كان الجواب لا، فكيف ستزهر وأنتِ لم تعطها أهم إحتياج لها، كذلك الحال مع الأبناء، حين نشتكي من جحودهم أو برودة مشاعرهم تجاهنا أو عدم تقديرهم لمجهوداتنا اللتي نبذلها لأجلهم، فيكون ذلك لأننا لم نخبرهم يوماً بأننا نحبهم أو نعبر لهم عن مشاعرنا تجاههم، فحين سئلت مراهقة عن آخر مرة احتضنتها أمها او قبلتها فأجابت أن ذلك كان منذ أكثر من عشر سنوات، تخيلي عشر سنوات لم تعانقها، ليس لأنها لا تحبها ولكن لأن الأم لم تعتد التعبير عن مشاعرها لأولادها، فكبت المشاعر يصنع إنساناً متوتراً عصبياً جاف المشاعر، لذا يجب علي الأم حتي لو لم تُربى على إظهار مشاعرها تحاول إكتساب ذلك وأن تعود نفسها على ذلك فالأسرة اللتي تربي على الحب والعطف والكلمات الرقيقة الجميلة هي الأكثر أماناً ودفئاً، فأسقِ أولادك حباًوحناناً، أشبعيهم من عناقكِ وكلماتكِ الحانية، حتى إذا كبروا لم يبحثوا عن مافقدوه بالخارج، فمن يتربى على الرحمة والعطف؛ يشعر بغيره وينشر حبه وعطفه بين الأخرين، إحرصي حبيبتي على رعاية نبتتكِ؛ أحبيها لتحبك