• الرئيسية
  • الشارع السياسي
  • "برهامي": مصطلح الدين الإبراهيمي كان ولا يزال يهدف إلى نسيان الهوية الإسلامية للشعوب والدول وفقدان حقيقة ملة إبراهيم عليه السلام

"برهامي": مصطلح الدين الإبراهيمي كان ولا يزال يهدف إلى نسيان الهوية الإسلامية للشعوب والدول وفقدان حقيقة ملة إبراهيم عليه السلام

  • 28
الفتح - الدكتور ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية

قال الدكتور ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية: إن مصطلح "الدين الإبراهيمي" الذي ظهر في زمننا، وما تفرع عنه، مثل: "الولايات الإبراهيمية المتحدة"، متزامن ظهوره مع حملات التطبيع مع اليهود وكيانهم الصهيوني، والتي رتبت لها إدارة الرئيس الأمريكي -الخاسر في الانتخابات الأخيرة- "ترامب" بقيادة زوج ابنته -اليهودي- كوشنر والذي صار له وجود متكرر في منطقتنا العربية الإسلامية؛ لتغيير بوصلة العداوة الإستراتيجية مع "إسرائيل" إلى وجهات عديدة داخلية بين دول المنطقة، وصراعات عديدة داخل كل دولة تقتتل فيها الشعوب والدول؛ إضافة إلى الخطر المدعم والمصنوع للشيعة ودولتهم الحديثة إيران، التي تهدف إلى نشر الدين الشيعي في دول المنطقة وغيرها.

وأضاف "برهامي" -في مقال له بعنوان "لماذا ندعو إلى ترك التطبيع (2)" نشرته جريدة الفتح-: وكان هذا المصطلح -ولا يزال- هادفًا إلى نسيان الهوية الإسلامية للشعوب والدول، بل وفقدان حقيقة ملة إبراهيم -عليه السلام-؛ رغم أن هذه الملة هي التي بعث بها كل الأنبياء، متعجبًا من أن  يُستعمل هذا الاصطلاح حاليًا عند من أنشأه في ضد المعنى الأساسي الأكبر الذي قامت عليه ملة إبراهيم، وهو التوحيد، وعبادة الله وحده لا شريك له، والبراءة من كل ما يُعبد من دونه، قال الله -تعالى-: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ. وَجَعَلَهَا كَلِمَةٌ بَاقِيَةٌ فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} [الزخرف: 26-28].

وتابع: والقوم إنما يريدون استعماله في اختراع دين جديد، يزعمون فيه تساوي الأديان على تناقضها واختلافها بزعم اجتماعها في تعظيم شخص إبراهيم -عليه السلام-، وهذا يقتضي الجمع بين المتناقضين: بين عبادة الله، وعبادة غيره، وتصحيح هذين المتناقضين، وكذا يقتضي الجمع بين الإيمان برسالة عيسى ومحمد -صلى الله عليهما وسلم- وبين تكذيبهما، وتصحيح هذين النقيضين، متابعًا: وفي شأن عيسى -صلى الله عليه وسلم- الجمع بين اعتقاد نبوته وبين اعتقاد ألوهيته وبنوته الله، وبين اعتقاد أنه ابن زنا -والعياذ بالله، تعالى الله عن ذلك علوًّا كبيرًا!، سبحانك هذا بهتان عظيم-.

واستطرد "برهامي": وقد جعل الله -عز وجل- اتهام مريم بالفاحشة كفرًا، فقال -تعالى- عن بني إسرائيل: {وَبِكُفْرِهِم وَقَولِهِم عَلَى مَرْيَمَ بُهْتَانًا عَظِيمًا} [النساء: 156]؛ فهذا الدين الجديد يقتضي تصحيح كل هذه المتناقضات!، موضحًا أن الهدف من هذا الدين الإبراهيمي الجديد في حقيقة الأمر: تحقيق تبعية دول المنطقة كلها للكيان الإسرائيلي الأقرب في زعمهم إلى إبراهيم ووراثته، فينبغي أن يدين الجميع لهم بالتبعية، والإقرار لهم بالرياسة، والاعتراف بتقدمهم وتفوقهم العسكري، والاقتصادي، والإعلامي والتكنولوجي دون منازعة، بل ضرورة تسليم القيادة لهم رغم تعصبهم الشديد لقوميتهم القائمة على الدين، ودولتهم الدينية الوحيدة التي تجمع شتات اليهود في العالم على اختلاف قومياتهم وألسنتهم وأوطانهم؛ فهي الدولة الوحيدة في العالم التي جعل الدين فيها قومية، مشيرًا إلى أن مَن أقر لهم بهذه القيادة قربوه وأدنوه ورفعوه، ومن نازعهم في ذلك حاربوه وعادوه، وحاولوا إهلاكه.

وتعجب نائب رئيس الدعوة السلفية، من أناس ينتسبون إلى القومية العربية وإلى الوطنية على اختلاف أوطان المسلمين ينادون بهذا المصطلح، ويسعون لتطبيق هذا المشروع من الاتحاد الذي معناه فقدان هوية أوطانهم، بل فقدان معالم هذه الأوطان وحدودها أصلًا، ومعالم هذه القومية بالكلية، والذوبان في ملك اليهود، كما يزعم اليهود أنهم المقصودون بقول نوح -عليه السلام- في روايتهم لكتابهم المقدس: "أن يكون أبناء حام ويافث عبيد العبيد لأبناء سام!"، لافتًا إلى أن العرب يشاركونهم في السامية؛ إلا أنها غير معتبرة عندهم، ولا عند أي دول العالم الغربي وثقافاته المختلفة".