رمضان فرصة لإيقاظ القلب.. "برهامي": الأصل أن يقلل الإنسان من الخلطة والكلام ويجتهد في العبادة في هذا الشهر الكريم

  • 29
الفتح - شهر رمضان أرشيفية

قال الدكتور ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية: لقد شرع الله سبحانه وتعالى في شهر رمضان، ترك الطعام والشراب والشهوة الجنسية في نهاره، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ يُضَاعَفُ، الحَسَنَةُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا، إلى سَبْع مِائَة ضِعْفٍ، قالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: إلَّا الصَّوْمَ؛ فإنَّه لي، وَأَنَا أَجْزِي به، يَدَعُ شَهْوَتَهُ وَطَعَامَهُ مِن أَجْلِي" [صحيح مسلم]، مشيرًا إلى أن هذا هو الذي يهيئ الإنسان إلى استيقاظٍ للقلب الذي يعينه على يقظة البدن؛ لأن العبادة هي التي تفتح هذه الأبواب، الصلاة والصيام والصدقة، والقيام، والإنفاق، متابعًا: ولذلك رمضان فيه كل هذه العبادات، فعن عبد الله بن العباس -رضي الله عنهما- قال: كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم أجودَ الناسِ بالخيرِ ، وكان أجودَ ما يكون في شهرِ رمضانَ حتى ينسلِخَ ، فيأتيه جبريلُ فيعرضُ عليه القرآنَ ، فإذا لقِيَه جبريلُ كان رسولُ اللهِ أجودَ بالخيرِ من الرِّيحِ الْمُرسَلَةِ [متفق عليه].

وأكد -"برهامي" -في مقال له بعنوان "رمضان فرصة لإيقاظ القلب" نشرته جريدة الفتح-: أننا نحتاج إلى تقليل الكلام، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت" [متفق عليه]، وقال النبي: "وإذَا كانَ يَوْمُ صَوْمِ أحَدِكُمْ فلا يَرْفُثْ ولَا يَصْخَبْ، فإنْ سَابَّهُ أحَدٌ أوْ قَاتَلَهُ، فَلْيَقُلْ: إنِّي امْرُؤٌ صَائم" [متفق عليه].

وأوضح نائب رئيس الدعوة السلفية أن الأصل أن يقلل الإنسان الخلطة، وأن يقلل الكلام، وأن يجتهد في الطاعة والعبادة في هذا الشهر الكريم، وأن يعتكف في العشر الأواخر من الشهر، حتى يتمكن كل واحد من أن يأخذ فرصة للجلوس مع نفسه لمراجعتها، مشيرًا إلى أن عبادة التفكر لا تحصل مع الزحام، ولذلك قال الله: {قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُم بِوَاحِدَةٍ أَن تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِكُم مِّن جِنَّةٍ} [سبأ: 46]؛ لأن التفكير يحدث عندما نكون فرادى، فنفكر في واقعنا وحياتنا، وهل نجحنا بالفعل في تحقيق التوازن أم لا، سائلاً الله أن يبلغنا شهر رمضان.