محذرًا من اتباع أهواء الذين لا يعلمون.. "داعية": عبودية المرء لربه تقتضى أن يسمع ويطيع ويلبى دون تباطؤ أو اعتراض

  • 19
الفتح - الداعية الإسلامي سعيد السواح

قال الداعية الإسلامي سعيد السواح: الله تعالى هو المتصرف في الكون بما يشاء، وهو المتصرف في شئون خلقه بما يشاء، وعبودية المرء لربه تقتضى أن يسمع ويطيع ويلبى دون تباطؤ أو اعتراض، بل عليه إظهار عبوديته لربه بسرعة استجابته، لبيك ربى وسعديك والخيـر كله في يديك والشر ليس إليك وأنا عبدك بين يديك، لا غنى لي عن فضلك وجودك وكرمك ولا غنى لي عن رحمتك، فلتعرف فضل ربك عليك لما اجتباك واصطفاك لتكون من خير أمة أخرجت للناس وتابعًا لخيـر خلق الله تعالى أجمعين، محمد صلى الله عليه وسلم، وربك لا يضيع أجر من أحسن عملًا فإياك والجاهلين فأعرض عنهم وقل سلام، قال تعالى: {سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنْ النَّاسِ مَا وَلاَّهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمْ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (142) وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنتَ عَلَيْهَا إِلاَّ لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلاَّ عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ} [البقرة: 142-143].

وأضاف "السواح" -في منشور له على صفحة "الفيس بوك" من هدايات سورة البقرة-: مكة هي أحب بلاد الله إلى الله، وهي أحب بلاد الله إلى عباد الله الصالحين، فتوجهوا في صلاتكم إلى قبلتكم (بيت الله الحرام) ولا تبال بالمعترضين فما دفعهم إلى ذلك إلا البغي والحقد والحسد والغل الذي مُليء به قلوبهم ونفوسهم، فانشغل بطاعتك لربك ولا تلتفت ولا تنشغل بغيرها، فهؤلاء علموا الحق ولكنهم أبوا إلا اتباع أهواءهم، فسوف يعلمون، دل عليه قول الله تعالى: {قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ} [البقرة: 144].

وتابع: واحذر من اتباع أهواء الذين لا يعلمون، أهل العناد والاستكبار الذين كتب الله عليهم الشقاوة والتعاسة فأضلهم على علم، فلا سبيل لنفوذ الإيمان إلى نفوسهم لأن الله تعالى أزاغ قلوبهم لما زاغوا عن قبول الهدى والرشاد الذي جاء به النبي -صلى الله عليه وسلم-، والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم، قال تعالى: {وَلَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ بِكُلِّ آيَةٍ مَا تَبِعُوا قِبْلَتَكَ وَمَا أَنْتَ بِتَابِعٍ قِبْلَتَهُمْ وَمَا بَعْضُهُمْ بِتَابِعٍ قِبْلَةَ بَعْضٍ وَلَئِنْ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنْ الْعِلْمِ إِنَّكَ إِذاً لَمِنْ الظَّالِمِينَ} [البقرة: 145].

وحذر الداعية الإسلامي من كتمان الشهادة فمن يكتم الشهادة فإنه آثم قلبه، واحذر أن تتشبه بأهل الكتاب الذين كفروا بربهم وكذبوا رسله من بعد ما تبين لهم الحق، وما كان ذلك إلا لظلمة قلوبهم وقسوتها واستكبارهم، مستشهدًا بقول الله تعالى: {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمْ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقاً مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (146) الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلا تَكُونَنَّ مِنْ الْمُمْتَرِينَ} [البقرة: 146-147].