عاجل

كيفية التعامل مع المُراهِقة

  • 192
أرشيفية

 أسرة "الفتح" تقدم أخلص التهاني للفائزة الأولى مكرر بمسابقة صفحة "المرأة والطفل"، الزميلة آمال عبد الله.

المُراهَقة: هي فترة تمر بالفتيات والفتيان وتحدث تغيرًا كبيرًا في نموهم الجسدي والعقلي والنفسي، تبدأ سن المُراهَقة من ١٢عامًا، وتنتهي عند العشرين عامًا أو الثاني والعشرين، وسوف نتحدث عن نبذة صغيرة حول هذا الموضوع، وأخص الحديث عن الفتيات المُراهِقات. 
المُراهِقة: هي فتاة غادرت سن الطفولة، وأقبلت على سن الخامسة عشر، بدأت تنظر إلى ذاتها في المرآة كل يوم، وترى أنها قد كبرت وصارت يافعة، لقد بلغت واكتملت أنوثتها، فأصبح لديها شعور بأنها أصبحت آنسة كبيرة ينظر إليها الجميع (الكبير والصغير) باحترام وتقدير، فهي قد تعدت أولى خطوات الطفولة، وأقبلت على أول سنوات الشباب، فهي الآن أصبحت ترى نفسها ذات رأي وشخصية، ولابد من الأخذ برأيها، ولا تريد من أحد أن يفرض رأيه الشخصي عليها وعلى تفكيرها؛ فأصبحت تنظر إلى صديقاتها ماذا يفعلن؟ وماذا يرتدين من ثياب أنيقة وجذابة؟، وتريد أن تكون مثل فتيات جيلها، تحب أن تستمع إلى الغناء، حب الضحك بصوت عال، تحب الجلوس بمفردها أو مع صديقاتها. 
أصبحت تريد أن ترتدي ثيابًا جميلة وجذابة تلفت به الأنظار، هذا الفتاة المُراهِقة تريد أن تخرج من عباءة والدتها التي طالما ظلت بداخلها سنوات طفولتها حتى اختنقت، فأرادت أن تنزع تلك العباءة التي تشعرها بأنها ليست ذات قيمة وليس لها رأي يؤخد به، فقط عليها واجبات ويجب عليها أن تنفذ برضاها أو بغير رضاها، لقد ملّت حتى جاءت لها تلك اللحظة وهي سن "المراهقة". 
فقد بدأت تتغير شيئًا فشيئًا، أصبحت تحب كل ما يحبه أصدقاؤها، وترفض نصح والدتها، وتعتبرها نصائح باتت قديمة لا تصلح للعصر التي هي فيه الآن، وبدأت رحلة المعاناة والشجار بين الأم والفتاة المراهقة، أصبحت الابنة لا تقبل بنصح أمها، وأصبحت الأم تعاني من تربية ابنتها. 
بداية نريد أن نوضح شيئًا مهمًا ألا وهو سن المراهقة هو سن التغير لدى الفتيات والفتيان، وهو سن حرج جدًا؛ لأنه يبدأ بتغير في طبيعتهم الجسدية والنفسية والفكرية، ويطلق عليه في بعض الأحيان سن "المعارضة"، "أنت تريد وأنا لا أريد"، هؤلاء المراهقين يدركون جيدًا أن والديهم يحبونهم كثيرًا؛ لكنهم يريدون أن يشقوا هذا الطريق بأنفسهم دون التدخل في أمورهم التي يعتبرونها خاصة بهم، وما على الوالد والوالدة إلا أن ينفذوا رغباتهم دون شجار معهم.
 أيتها الأم الفاضلة أعلمُ يقينًا أنك تحبين ابنتك كثيرًا، وتخافين عليها حتى من الهواء الذي يمر من أمامها، ولكن لا تجعلي خوفك وشدتك الزائدة تلتف حول رقبتها؛ فتخنقها؛ فتبتعد عنك شيئًا فشيئًا، فتمل حديثك معها، وتبدأ في رحلة البحث عن شخص آخر يستمع إليها ويتفهم حالتها ويحنو عليها، ولتعلمي أيتها الأم الفاضلة أن ابنتك قد بلغت وأدركت سن المراهقة، فهي لم تعد تلك الطفلة التي كانت في يوم من الأيام تجلس تحت قدميك، لـ"تمشطين" لها رأسها، وتضعين لها طوقًا جميلًا يزين شعرها، لقد كبرت وأصبحت تزين نفسها بنفسها، وأصبح لها رأيها الشخصي الخاص بها، وتريد منكم أن تحترموه وأن يوضع في الاعتبار، ما عليك فعله أيتها الأم مع ابنتك في سن المراهقة هو أن تصاحبيها وأن تحنو عليها، وتتفهمينها بكل أريحية وحب وصدق في المشاعر. 
اجعلي ابنتك تتحدث إليك بكل ما يجول في خاطرها، علّمي ابنتك كيف تخاف من الله عز وجل، وأن تجعل الله رقيبًا عليها في كل وقت، علّمي ابنتك أنها إذا ضاق بها الحال واختنقت من شيء ما تلجأ إلى الله عزوجل، ثم تأتي إليك وتتحدث معك، وخففي عنها قدر المستطاع، وجهيها التوجيه الصحيح الذي يرضي الله عزوجل، تحدثي معها عن الله كثيرًا، وعلّميها أننا لا نتبع "موضة" بعينها، كل ما علينا هو اتباع ما أمرنا الله به ورسوله من الزي الشرعي الواسع الفضفاض الذي لا يصف ولا يشف ولا يكون زينة في نفسه، أو لباس شهرة، قولي لها هكذا كانت أمهات المؤمنين والصحابيات وأنها ترتدي ثيابهن. 
علّميها أن العطر خارج المنزل محرم، وأحضري لها كل ما تحب من ثياب ترتديه في البيت وأمام محارمها؛ حتى لا تشعر بالنقص، وقولي لها: هكذا تعلمنا من ديننا الإسلام ومن سنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، علّمي ابنتك أن الفتاة التي احتشمت بملابسها وتأدبت بسلاح الأدب والحياء هي من تصون نفسها وأهلها وتخاف ربها، وهي من يقبل أفضل شاب للزواج منها.
 أعانك الله أيتها الأم الغالية على تربية أبنائك تربية حسنة بدون شدة وجرح لمشاعرهم حتى تعبري معهم هذه الفترة على خير، هكذا نريد أن نربي أبناءنا على العفة والحياء، ويجب علينا أولًا وأخيرًا أن ندعو الله أن يهدي لنا بناتنا وشبابنا ويحفظهم من الفتن ما ظهر منها وما بطن.