بعد اقتحام المسجد الأقصى الصمت العربي يغري الصهاينة بالتمادي في العدوان

  • 84
أرشيفية

في ظل صمت عربي مطبق تستغل قوات الاحتلال الصهيوني والمستوطنون اليهود انشغال العرب بهمومهم الداخلية وانصرافهم عن نصرة أشقائهم الفلسطينيين وسط انقسام فلسطيني حاد وتحاول تغيير الواقع على الأرض وتسريع وتيرة تهويد المدينة، ويقف المسجد الأقصى وحيدًا أمام هجمات شبه يومية وانتهاكات واقتحامات المستوطنين وشرطة الاحتلال، وسط قيود مشددة تفرضها على دخول المصلين وحراس الأقصى وموظفي دائرة الأوقاف الإسلامية الذين تعرض بعضهم للاعتقال والإبعاد عن مسجدهم.


وحذرت جامعة الدول العربية الثلاثاء الماضي من مغبة التصعيد الخطير الذي تمارسه قوات الاحتلال في مدينة القدس الشريف من خلال نشر "أساطير لتبرير اقتحام المستوطنين للمسجد الأقصى" ضمن مخطط صهيوني يهدف لتكريس سياسة الاستيطان وتغيير التركيبة السكانية لمدينة القدس المحتلة.

  

وقال نائب الأمين العام للجامعة العربية أحمد بن حلي, في تصريحات صحفية: "إن هذه الممارسات التي تقوم بها إسرائيل استفزاز صارخ لمشاعر المسلمين، محذرًا من فرض المزيد من القوانين العسكرية والإجراءات التعسفية ضد أهالي القدس، لكن نداء جامعة الدول العربية لم يجد ردا من حكومة الاحتلال أبلغ من أن تكرر الاقتحام مجددًا في اليوم التالي لتحذير الجامعة العربية.

 

وحذرت وزارة الخارجية المصرية في بيان لها من خطورة الاستمرار في سياسة انتهاك المقدسات الدينية لما يمثله ذلك من تأجيج مشاعر الغضب والحِمية الدينية، ويقوض الجهود التي تستهدف استئناف عملية السلام والمفاوضات.

وأدان الأزهر الشريف في بيان له بشدة تواصل الانتهاكات الصهيونية ضد المسجد الأقصى المبارك التى تصاعدت خلال الأيام الأخيرة من خلال الاقتحامات المتكررة من المستوطنين اليهود لباحة المسجد وسط حراسة قوات الشرطة والقوات الخاصة للكيان الصهيونى.


وأعرب بيان الأزهر عن استنكاره تنفيذ مخطط جديد للحفريات تحت الحرم القدسى الشريف بهدف بناء الهيكل المزعوم، واستمرار التعديات الاستيطانية التى تستهدف القضاء على معالم القدس.


وبيَّن الدكتور قدري إسماعيل عميد كلية الاقتصاد والعلوم السياسية في جامعة الإسكندرية، أن معظم الدول العربية والإسلامية لم تعد تهتم بما يحدث للمسجد الأقصى؛ فكل دولة لديها ظروفها الداخلية وأزماتها ومشكلاتها التي تشغلها عن الاهتمام بالقضية الفلسطينية؛ مما يعطي انطباعًا بأن الفرصة الآن مواتية أكثر من أي وقت مضى أمام الاحتلال ليمارس الانتهاكات ضد المسجد الأقصى في ظل صمت عربي مطبق .


وأضاف اسماعيل لـ"الفتح" أن حادثة اقتحام المسجد الأقصى الأخيرة ليست جديدة بأي حال من الأحوال، مشيرًا إلى أن الاستغاثة التي أطلقتها الحكومة الفلسطينية لن يكون لها الصدى المنتظر في العالمين العربي والإسلامي، مبينًا أن مصر فقط سيكون لها موقف مما يحدث لكن بصفة عامة فإن القضية الفلسطينية تراجع ترتيبها في قائمة أولويات واهتمامات الدول العربية.