لأجل حصول الصبر والصلاة والتضرع.. "برهامي" يوضح "لماذا يقدر الله على المسلمين البلاء؟"

  • 26
الفتح - الدكتور ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية

رد الدكتور ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية، على سؤال "لماذا يقدِّر الله على المسلمين هذا البلاء؟"، قائلًا: فالله -عز وجل- يقدِّر البلاء لحكم بالغة، منها: "الصبر"، موضحًا أن الله -تعالى- يحب الصبر، بل هو المفتاح الذي مع التقوى يغير الله -تعالى- به ما بنا، ويرد كيد أعدائنا؛ فبالصبر والاحتساب ورجاء الفرج مِن عنده -سبحانه وتعالى- يفرِّج كربات المسلمين، مشيرًا إلى أنه إنما قدَّر الكربات أصلًا ليصبروا، قال -تعالى-: {وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيرًا} [الفرقان: 20]، فالله يحب أن يرى صبرهم، ويحب أن يثيبهم عليه.

وأضاف "برهامي" -في مقال له بعنوان "لماذا يقدِّر الله على المسلمين هذا البلاء؟" نشرته جريدة الفتح-: وقدر البلاء؛ لتحصل الصلوات، وتحصل الرحمة، ويحصل الهدى، ويحصل الصبر، ويشهد المؤمنون أنهم ملك لله -تعالى- يفعل بهم ما يشاء، وأنهم إليه راجعون فيحققون الإيمان باليوم الآخر، متسائلًا "كيف يحدث ذلك بغير الآلام؟!".

وتابع: وكذلك قدر الله -تعالى- الآلام؛ لأنه يحب أن يسمع تضرعنا ودعاءنا واستغاثتنا؛ لقوله -تعالى-: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ . فَلَوْلا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [الأنعام: 42-43].

وأوضح "برهامي" أن هذا التضرع يحبه الله، ويحب أن تقوم القلوب قبل الأبدان ذليلة لله، منكسرة له، فقيرة إليه، تعلم أن لا ناصر لها في الأرض سواه، وإن اجتمعت الأمم مِن أولها إلى آخرها، فالله نعم المولى ونعم النصير.   

وأشار نائب رئيس الدعوة السلفية إلى أن الله يحب أن نستغيث به -ولا يغيثنا سواه-، ولا ملجأ لنا إلا إليه، لافتًا إلى أن تضرعنا بيْن يديه مِن أعظم أسباب كشف الكرب والهم، وهو -سبحانه وتعالى- وعدنا الإجابة، قال -تعالى-: {أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الأرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ} [النمل: 62].