فتش عن قلبك.. "داعية" يوضح علامات صحة القلب

  • 30
الفتح - أرشيفية

أكد الداعية الإسلامي حسن حسونة، ضرورة أن تفتش عن قلبك وتنظر إلى أحواله بين الحين والآخر، ولا تتركه فينقلب عليك، ولا تفتح أبواب الشهوات والشبهات على مصراعيها أمام قلبك فيموت بها القلب، ناصحًا: وخذ بناصيته إلى مرضاة ربك؛ لتحيا الحياة السعيدة، وانظر إلى علامات صحة القلب، وقس قلبك عليها؛ فإن كانت موجودة فالحمد لله على نعمة الله، وإن لم تكن موجودة فمن الآن وفِّرها قبل ضياع الفرصة ومجيء الحسرات، في يوم لا تنفع فيه الحسرة، ولا الندامة.


علامات صحة القلب:

وأشار "حسونة" -في مقال له بعنوان "علامات صحة القلب" نشرته جريدة الفتح- إلى بعض العلامات التي تدل على صحة القلب، وهي:

أولًا: أن يقبل العبد على الله بكليته في جميع أوقاته، وفي حله وترحاله، وأفراحه واطراحه، فينظر ما لله في أوقاته وهو مقبل على الفروض، وبعدها النوافل، فيكون قلبه حيًّا بين رياض الذكر وصيام الهواجر، فينالك بذلك محبة الله، وينتقل بين عبادة وأخرى؛ لأنه يعلم أن من بركة الحسنة الحسنة بعدها، فيكون بين قراءة القرآن والاستغفار، والدعاء، وقيام الليل، وروضة الذكر.

ثانيًا: البصيرة والفرقان فيرى الحق حقًّا والباطل باطلًا، والمعروف معروفًا، وكذا المنكر منكرًا، فيرى بنور الله، ويسمع بتوفيق الله، ويتكلم برضوان الله، فهو من الله ولله وإلى الله، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَانًا} [الأنفال: 29].

ثالثًا: الانتفاع بالموعظة، والرقة عند سماعها؛ إذا ذكر يتذكر، وإذا وُعِظ يتعظ، وإذا أمر يأتمر، وإذا نهي انتهى؛ فإن للموعظة أعظم التأثير في القلب، قال العرباض بن سارية رضي الله عنه: "وعَظَنَا رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- مَوْعِظَةً وجِلَتْ منها القلوبُ، وذَرَفَتْ منها العيونُ ... " [أخرجه الترمذي]، وقال الله تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا} [الأنفال: 2].

رابعًا: هذا القلب يشهد أثر نعمة الله عليه من الإيمان، والحب والخوف، والخشية، والإنابة، والإخبات، وغيرها من النعم، ولا ينكرها ولا يجحدها، ومِن ثَمَّ يعينه ذلك على شكرها، قال تعالى: {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ۖ} [إبراهيم: 7].

خامسًا: المسارعة في موارد الخير والمسابقة فيها، قال تعالى: {وَسَارِعُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ} [آل عمران: 133]، وقال تعالى: {سَابِقُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ} [الحديد: 21]، فترى صاحب القلب الحي يستجيب لأمر الله بلا اعتذار ولا تأسف، قال تعالى: {الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِن بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ ۚ} [آل عمران: 172]، مشيرا إلى أن أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- على ما أصابهم في أحد من الآلام والأحزان؛ إلا أنهم استجابوا لنداء رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لما استنفرهم لحمراء الأسد لملاقاة أبي سفيان ومَن معه قبل أن يُسلِم -رضي الله عنه-، ولم يتعللوا لما حدث لهم في أحد ليتخلفوا عنه -صلى الله عليه وسلم-.