"برهامي" في ذكرى عاشوراء: لا تفلح أمة بلا ترابط يجمعها ودون عبادة وصلاح القلوب وإقامة الصلاة

بالاستقامة على أمر الله وعدم اتباع سبيل الجهلة جاوز بنو إسرائيل البحر وأدرك فرعون الغرق ومن معه

  • 167
الدكتور ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية

بين الشيخ ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية، فضل يوم عاشوراء، لافتا إلى أن يوم عاشوراء يوٌم عظيم من أيام الله عز وجل، لقول الله تعالى: (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ).

وتابع: ذكر النبي صلى الله عليه وسلم صيام يوم عاشوراء وقال: (أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله), ومازلنا إلى يومنا هذا نصوم شكراً لله عى نجاة موسى عليه السلام وهلاك فرعون وجنوده.

وأشار نائب رئيس الدعوة السلفية، إلى ما يدور من سعي القوى العالمية المتحالفة لدعم وتمكين اليهود لإقامة دولتهم اللقيطة، رغم مخالفة المواثيق الدولية، وحقوق الإنسان، وكذلك وجود مشاكل لدى جميع المسلمين اليوم في شتي بقاع الأرض في موازين القوي، فحينها نتذكر قصة موسى عليه السلام وبني إوَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ. وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الأرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون)، فهذه الآيات العظيمة تبين إرادة الله تعالى في كسر الجبارين وجبر المنكسرين المستضعفين من المؤمنين.

وأوضح أن سنة الله عز وجل هى التمكين في الأرض لعبادة المستضعفين، لقول الله تعالى (وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون), وقد أهلك الله فرعون وجنوده جميعاً، فمكر أعداء الله عاد عليهم، ونجي موسي عليه السلام، وأغرق فرعون.

وأضاف "برهامي": أننا في يوم عاشوراء نتذكر بقاء الدين، بقاء دين موسى وعيسي وإبراهيم، وجميع الأنبياء، وبما مَنَ الله علينا ببعثة النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

وأردف: أنه لابد من اتباع موجبات النصر في مرحلة الاستضعاف، تطبيقاً لقول الله تعالى: (أَنْ تَبَوَّآ لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ) وهذه من أهم الدروس المستفادة من قصة موسى عليه السلام، لا تجد أمة متماسكة إلا إذا كان أفرادها على ترابط وتماسك وتكافل بينهم، وكذلك حتى يأتي النصر لابد من التزام بالدين، وترابط صادق بين القاعدة والقيادة، فلا تفلح أمة لا يجمعها ترابط، ولا تفلح دون عبادة وصلاح القلوب وإقامة الصلاة.

واستطرد: ولابد أن يتعود الناس على شيء من الصبر والاحتمال وصعوبة الطريق، كما أن الإسلام مازال ظاهرا قويًا وحقائق الإسلام ما زالت مقبولة ومجتمعنا مازال طيباً متمسكًا بدينه، يعظم شعائر وحرمات الله.

واستكمل برهامي حديثه قائلاً: ومما نذكره من قصة موسى عليه السلام الدعاء، وهو توجيه رباني لقوله تعالى: (وَقَالَ مُوسَى رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلأَهُ زِينَةً وَأَمْوَالا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِكَ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلا يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الأَلِيمَ)، وقال أيضا: (قَالَ قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُمَا فَاسْتَقِيمَا وَلا تَتَّبِعَانِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ).

بالاستقامة على أمر الله وعدم اتباع سبيل الجهلة، وبهذا جاوز بنو إسرائيل البحر وأدرك فرعون الغرق ومن معه.