قال غريب أبو الحسن، الكاتب والداعية الإسلامي، إن الإنسان يولد في هذه الدنيا وهو محاط بدوائر من الحماية والرعاية؛ من الأبوين والعائلة والمجتمع والدين والقيم والتراث والرموز، إلَّا أن شعار المرحلة التي نحياها اليوم هو: "تعالَ لنا وحدك!".
وأوضح أبو الحسن في مقال له نشرته الفتح بعنوان "تعالَ لنا وحدك"، أن أصحاب كل ثقافة غريبة عن قيمنا وديننا تنادي على الفرد: "تعالَ لنا وحدك متجرِّدًا من سلاحك ومن دروعك، مستسلمًا لنا ولثقافتنا، ولمظاهر حضارتنا، إناءً فارغًا حتى نملأك نحن بما نريد، وسوف نجعلك تقتات على فتات بقايا موائدنا".
وأشار إلى جملة "تعالَ لنا وحدك"، سنسمعها كثيرًا في الآونة القريبة تتردد على أذاننا، وسنشعر بهم يتجاذبون ثيابنا؛ كل منهم يريد أن ينفرد بنا ليلقي لنا أفكاره من قِبَل منصات الميديا العالمية، مثل: "نتفلكس وأبل تي في وديزني، وغيرها".
وحذر أبو الحسن من سلاح الغزو الثقافي عبر الهاتف المحمول وتكرار مشاهد الشذوذ وجعل الشواذ يتصدرون بطولات الأفلام والمسلسلات، ويتحلون فيها بالنبل والمروءة، مضيفًا: "فقد ولت مرحلة المطالبة بحقوق الشواذ واليوم سنجعلهم قدوات للمجتمع"، مشيرًا إلى الألعاب على الهواتف والحواسيب، التي يكون أبطالها الشواذ،
وأكد أبو الحسن، أن هذه المحاولات المستميتة لتمرير أصحاب هذا الفعل المنكر -الشذوذ والمثلية الجنسية-الذي أسماه القرآن العظيم فاحشة، والذي توعَّد الرسول فاعله بالعذاب الأليم في الدنيا والآخرة.
وشدد على أن هذه المحاولات المستميتة هدفها أيضًا "أن تظل وحدك"؛ فهذه الفاحشة تقول لك: سنوفر لك طريقًا للتنفيث عن الشهوة، ولكن دون أن تشكل أسرة مستقرة ترعاها وترعاك، تحميها وتحميك، بل لا يترتب على هذه الفاحشة أي خير، بل مزيد من التفرد والبُعد والانعزال، والأمراض النفسية والجسدية.