• الرئيسية
  • الشارع السياسي
  • "برهامي": لا حق لليهود في فلسطين فقد استحقوها بصفة الإسلام والإيمان وحُرموها بالفسق والكفر فهم أعداء الأنبياء

"برهامي": لا حق لليهود في فلسطين فقد استحقوها بصفة الإسلام والإيمان وحُرموها بالفسق والكفر فهم أعداء الأنبياء

أحداث غزة هدمت من نفوس المسلمين فكرة أن المشرك واليهودي يستحق دخول الجنة أو يُعد من الشهداء أو قبول الصداقة والمودة والمساواة مع اليهود والنصارى

  • 160
الفتح - الدكتور ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية

قال الدكتور ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية: إن أحداث غزة هدمت من نفوس المسلمين فكرة أن المشرك واليهودي يستحق دخول الجنة أو يُعد من الشهداء، فأصبح هناك قطاعات عريضة من المسلمين يستحيل أن تقبل ذلك أو تصدق دعوة الصداقة والمودة والحب والمساواة عند اليهود خصوصًا، والنصارى كذلك؛ فهذه المسألة تخالف الثوابت.

وأضاف "برهامي" -خلال كلمته في الندوة التي نظمتها الدعوة السلفية بعنوان "القدس بين الثوابت والمؤامرات"-: القدس فيها ثوابت في الكتاب والسنة فقد قال الله عز وجل: {سُبْحَانَ الَّذِى أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِى بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إنَّهُ هُو السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} (الإسراء: 1)، وثبت في السنَّة الصحيحة أن النبي -صلى الله عليه وسلَّم- أمَّ إخوانه الأنبياء في رحلته إلى بيت المقدس، فهو إمام الأنبياء.

وتابع: كان المسجد الأقصى في ذلك الوقت بقعة لم يكن بناءً، أخذه الرومان منذ سنة 70 ميلاديًا ولم يبنيه أحد، وبناه عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-، وهو أول بناء بني على التوحيد بعد بناء المسجد الحرام بأربعين عامًا، كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-، عن أبي ذرٍّ -رضي الله عنه- قال: قلتُ: يا رسولَ اللهِ، أيُّ مسجدٍ وضعَ في الأرضِ أولَ؟ قال: "المسجدُ الحرامُ"، قلتُ: ثم أيُّ؟ قال: "المسجدُ الأقصى"، قلتُ: كم بينهما؟ قال: "أربعون سنةً، ثم حيثُما أدركتْكَ الصلاةُ فصلِّ، فهو مسجدٌ". [متفق عليه].

واستطرد "برهامي": وعليه فإن سيدنا إبراهيم بناه، أو إسحاق، أو يعقوب، أو الثلاثة معًا. فالمقصود أن بيت المقدس بُني وأُسس على التوحيد، فهذه الأرض المباركة وتعظيم القدس إنما جاء من قِبَل إبراهيم -صلى الله عليه وسلم- لما هاجر إليها، واستقر فيها، وكان أبناء يعقوب هم بنو إسرائيل، وكانوا في البدو في نواحي حول القدس في صحرائها، وبعد الجدب الذي حدث هاجروا إلى مصر عندما كان يوسف -صلى الله عليه وسلم- عزيز مصر، ثم خرجوا مع موسى -صلى الله عليه وسلم- بعد هلاك فرعون.

وأوضح أن هذه القضية من الثوابت أيضًا، فإنما أهلك الله عز وجل فرعون؛ لأنه أبى أن يكون من المسلمين، وفرعون لما جاء وقت موته ماذا قال؟ قال تعالى: {قَالَ آمَنتُ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ} [يونس: 90]؛ إذًا القضية أن سيدنا موسى كان من المسلمين والمؤمنين الذين كانوا معه كذلك، قال تعالى: {وَقَالَ مُوسَىٰ يَا قَوْمِ إِن كُنتُمْ آمَنتُم بِاللَّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إِن كُنتُم مُّسْلِمِينَ} [يونس: 84] قال: إن كنتم آمنتم، وإن كنتم مسلمين {فَقَالُوا عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنَا} [يونس: 85].

وأشار إلى أن بني إسرائيل استحقوا بيت المقدس، الأرض المقدسة بصفة الإيمان والإسلام، وحُرموا منها بالفسق فقط، متسائلا "فما بالكم بالكفر؟!"، قال الله تعالى {وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنبِيَاءَ وَجَعَلَكُم مُّلُوكًا وَآتَاكُم مَّا لَمْ يُؤْتِ أَحَدًا مِّنَ الْعَالَمِينَ (20) يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ} [المائدة: 20/21]، ليس بالنسب، وإنما كُتبت لهم صفة الإيمان والإسلام، قال تعالى: {وَلَا تَرْتَدُّوا عَلَىٰ أَدْبَارِكُمْ فَتَنقَلِبُوا خَاسِرِينَ (21) قَالُوا يَا مُوسَىٰ إِنَّ فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا حَتَّىٰ يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِن يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ (22) قَالَ رَجُلَانِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمَا ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ ۚ وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ قَالُوا يَا مُوسَىٰ إِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا أَبَدًا مَّا دَامُوا فِيهَا ۖ فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ (24) قَالَ رَبِّ إِنِّي لَا أَمْلِكُ إِلَّا نَفْسِي وَأَخِي ۖ فَافْرُقْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ (25)} [المائدة] فلما فسقوا حرموا منها: {قَالَ رَبِّ إِنِّي لَا أَمْلِكُ إِلَّا نَفْسِي وَأَخِي ۖ فَافْرُقْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ} [المائدة: 25].

وأضاف "برهامي": فحرموا من الأرض المقدسة لوصف الفاسقين فما بالكم بالكافرين؟ فقد كفروا وقتلوا الأنبياء وحاولوا قتل محمد -صلى الله عليه وسلم- مرات، مرة في بني النضير وكانت سببًا في غزوة بني النضير، ومرة بني قريظة لأنهم أرادوا استئصال الإسلام كله، ومرة خيبر عندما سمته المرأة اليهودية وضعت له السم فى الذراع، فمحاولة قتل الأنبياء مستمرة عندهم يفتخرون بذلك ويستهزأون بالأنبياء؛ لذلك يقولوا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم، ومع رسول الله قال الله تعالى عنهم: {يَا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ}، أي: يا من تزعم أنك رسول الله، وتزعم أنه أنزل عليك الذكر.

وتابع: فاليهود أعداء الأنبياء بلاشك، متسائلًا "كيف يمكن أن نترك هذه الثوابت؟"، مستطردًا: فالقدس كانت وعدا لبني إسرائيل، عندما كانوا المسلمين، وحرموا منها عندما صاروا فاسقين، وهم أشد حرمانًا إذا كانوا كافرين، وبالتالي فلا حق لهم على الإطلاق في القدس بعد كفرهم بعيسى وبعد كفرهم بمحمد -صلى الله عليهم وسلم- أجمعين.  

وقال "برهامي": لن نتكلم كثيرًا في أن اليبوسيين هم السابقين للسكنى في القدس، وليس بنو إسرائيل أيًا ما كان، فالأرض لله يورثها من يشاء من عباده، والقضية عندنا هي الصفة التي يستحقون بها أن يدخلوا الأرض وإن لم تكن لهم قبلها، قال تعالى: {وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ} [الأحزاب: 27] ربنا سماها أرضهم، لكن لما كفروا وغدروا ونقضوا العهد نزعت منهم. وللعلم اليهود كانوا يسكنون في يثرب قبل أن يأتيها الإسلام؛ لأن اليهود قدموا هربًا من بختنصر وسكنوا يثرب، وقدموا أيضا بعدها لأنهم كانوا يعرفون أن هذه البقاع مخرج نبي في آخر الزمان، كما قال الله عز وجل: {وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِّنْ عِندِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ وَكَانُوا مِن قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا} [البقرة: 89] يطلبون الفتح ويقولون سيأتي هذا النبي ونقاتلكم معه، قال تعالى: {فَلَمَّا جَاءَهُم مَّا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ} [البقرة: 89] لكنهم عندما وجدوه ليس منهم وإنما من العرب كفروا والعياذ بالله.

واستطرد نائب رئيس الدعوة السلفية: والأوس والخزرج جاءوا بعدها عندما هُدم سد مأرب، فخرج رجل اسمه الأوس وخرج رجل اسمه الخزرج أخوه، وهاجرا وسكنوا في جوار اليهود. وسيقول البعض هاقد اعترفتم بأن يثرب يهودية! نقول: لا، عندنا أن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده، قال تعالى: {وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ} [الأنبياء:  105]، وليس الكافرين ولا الفاسقين.