ماذا تنتظرون منهم 2

هبة سعيد

  • 26

كثيراً ما كنا نسمع عن منظمة حقوق الإنسان ومنظمات حقوق الطفل والمنظمات الحقوقية لشؤون المرأة والعنف ضد المرأة وغيرها من المنظمات التي ظهر أنها تعمل بسياسة الكيل بمكيالين وقد سقطت الأقنعة وصار واضحًا التزييف للحقائق بل إنهم لم يستحوا من هذه المواقف المخزية فهم كما قال الله عنهم: "يخفون في أنفسهم ما لا يبدون لك"، فقد وجدت العمليات العسكرية الروسية ضد أوكرانيا اتهامات بانتهاك القانون الدولي أما ما تعرضت له فلسطين من انتهاكات واعتداءات على مستشفيات ومؤسسات مجتمع مدني وما يمارسه الكيان من جرائم الحرب لم تتخذ الدول الغربية مواقف مشابهة لما فعلته في الأزمة الأوكرانية، فقد ظهر النفاق الغربي والمعايير المزدوجة بصورة فجة حيث يطبق الغرب تلك المعايير المزدوجة على الشعوب بتحيز وعنصرية.

 فالدم الفلسطيني يعامل على أنه من الدرجة الثانية، فقد واجهت القضية الفلسطينية من التجاهل والتهميش بل وقد مارسوا تقييد الفكر والحرب الإعلامية ومنع إيصال المواقف والأحداث للتعتيم على ما يحدث في غزة من انتهاكات لحقوق الإنسان ومنع نشر صور ومقاطع مروعة فلم نسمع حتى استنكاراً أو تنديداً من تلك المنظمات التي صدعوا رؤوسنا بها من قبل فأين هذه الهيئات والمنظمات مما يحدث في غزة من انتهاكات أقل ما يقال عنها أنها وأد للإنسانية بجميع صورها؟

 وظهر هذا واضحًا وجليًا فيما نراه من تقييد حسابات منصات التواصل الاجتماعي بل وتزييف بعض الأفلام لمصلحة الطرف المعتدي فلا عجب إذا فالغرب هو الذي ساهم في تأسيس دولة الكيان وبقاء هذا الكيان المعتدي لحسابات المصالح الغربية هو أكبر أهدافه وهذا نجده واضحًا من الدعم المادي واللوجستي لمجموعة من العصابات وضعت يدها على حقوق دولة أخرى عن طريق الإبادة الجماعية والقهر والقمع والاستيطان، فما يحدث في غزة كشف هذه الأقنعة الكاذبة بل وأوضح زيف المواقف ولعلنا نتعلم الدرس جيداً حتى لا يسير أي جاهل مغيب العقل وراءهم مطالباً بحقوق المرأة وحقوق الطفل وغيرها من الأكاذيب التي لا طائل منها ولا فائدة إلا الطعن في ثوابت الدين والتشكيك فيها والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.