عاجل

الجوع يقتل أطفال السودان وسط محاولات لإقرار هدنة

إقليم دارفور يشهد مأساة إنسانية.. ونقص البيانات يمنع إعلان المجاعة

  • 10
الفتح - السودان

أكثر من 10 أطفال يموتون من الجوع يوميًا في السودان، وبات الماء والطعام أشياء نادرة في الأقاليم السودانية جميعًا بسبب الحرب والنزوح وتوقف أشكال الحياة، وفي إقليم دارفور بشكل خاص.

وبينما أضحت مشاهد البحث عن بقايا الطعام في صناديق القمامة اعتيادية، أُعلن وفاة مجموعة فتيات بالإقليم بعدما أكلن طعامًا فاسدًا من القمامة، فيما تواجه مخيمات النازحين مجاعة كبيرة وعجزًا عن توفير الطعام بسبب توقف المساعدات الغذائية لأكثر من عام كأحد آثار الحرب بين الجيش السوداني وميليشيا الدعم السريع المتمردة.

ويعيش مليون نازح اليوم داخل مخيمات إقليم دارفور الذي يتكون من 5 ولايات في حاجة ماسة للغذاء والماء والدواء، وأكدت منظمة أطباء بلا حدود أن أكثر من طفل يموت كل ساعتين في مخيمات دارفور، مشددة على أن الوضع كارثي، وأن الأطفال الذين يعانون سوء تغذية حادًا قد يموتون في غضون 3 إلى 6 أسابيع إذا لم يحصلوا على علاج.

وأكدت الأمم المتحدة أن نحو 48 مليون سوداني من بينهم 18 مليون طفل، في حاجة ماسة إلى المساعدات الإنسانية وأن نسبة من يستطيعون تأمين وجبة غذاء واحدة يوميًا لا تتجاوز 5% من السودانيين، وأن الصراع تسبب في مأساة إنسانية بالغة ونزوح جماعي غير مسبوق لأكثر من 10 ملايين شخص داخليًا يعيش معظمهم في مدارس ومبانٍ مهجورة في ظروف مُفجعة، وأن الحرب تسببت حتى الآن في مقتل الآلاف بينهم 15 ألفًا في دارفور وحدها بحسب تقرير الأمم المتحدة.

وقال المدير الإقليمي لبرنامج الأمم المتحدة للأغذية شرق إفريقيا، مايكل دانفورد إنه تجد أزمة في البيانات اللازمة لتأكيد ما إذا كانت معدلات الجوع في السودان بلغت الحدود المطلوبة لإعلان المجاعة، وأن الأمم المتحدة لا تستطيع الوصول سوى لنحو 10% فقط من السودانيين المحتاجين للمساعدات، وأن آلاف المزارع الصغيرة قد هُجرت من قبل أصحابها بسبب فرارهم من القتال وأن السودان "بلد على شفير الانهيار"، كما تؤكد بيانات الأمم المتحدة تفاقم الأزمة الصحية وانتشار الأوبئة وارتفاع حالات الملاريا والكوليرا والحصبة والإسهال وسوء التغذية بين النازحين.

وصرَّح مامادو ديان بالدي المدير الإقليمي لمفوضية الأمم المتحدة للاجئين في شرق إفريقيا ومنطقة القرن الإفريقي والبحيرات الكبرى، بأنه من المحزن جدًا أن نتلقى تقارير عن وفاة أطفال بسبب أمراض يمكن الوقاية منها بالكامل لو كان لدى الشركاء الموارد الكافية.

وتأتي تطورات الأوضاع الإنسانية في السودان في ظل استمرار الحرب واستبعاد الجيش السوداني وجود أي هدنة في رمضان إلَّا بعد استسلام ميليشيا الدعم السريع، كما كذَّب الجيش وجود أي اتصالات بينه وبين الدعم السريع لاستلام أسرى لدى الميليشيا، وأوضح الجيش السوداني أن ميليشيا الدعم السريع مثال حي لانعدام القيم وممارسة الوحشية تجاه المواطن السوداني، وأنها ليست مؤهلة للحديث عن حُسن النوايا واحترام حقوق الإنسان.

ويتزامن ذلك مع دعوة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة إلى هدنة في رمضان وإعلان الجيش عن تقدم عسكري في أم درمان إحدى مدن العاصمة الخرطوم، وإرسال الخارجية الأمريكية مبعوثًا خاصًا للسودان يزور عددًا من دول إفريقيا والشرق الأوسط تشمل أوغندا وإثيوبيا وجيبوتي وكينيا ومصر والسعودية والإمارات، من أجل إنهاء الصراع في السودان وتلبية الحاجات الإنسانية العاجلة للشعب السوداني.

وتعليقًا على الأوضاع الإنسانية في السودان، يقول الصحفي والكاتب السوداني عيسى أحمد مضوي، إن ميليشيا الدعم السريع أنهكت الاقتصاد السوداني حتى قبل تمردها وتسببها في الحرب، واتهمها بتهريب الذهب والمحاصيل الزراعية والثروة الحيوانية، ليحصل قائد الميليشيا المتمردة حميدتي وأعوانه على أموالها بدلًا من أن تذهب إلى الشعب السوداني. 

وقال إن الميليشيا تقوم بعمليات غسيل أموال وتجارة العملة وتهريب المخدرات والسلاح ونهبت وسرقت البنوك واستهدفت بالأساس الاقتصاد السوداني.

وحذر الكاتب السوداني في تصريح لـ "الفتح" من تهريب موارد السودان وثرواته عبر الحدود لمحاولة شلِّه اقتصاديًا، مؤكدًا أن إقليم دارفور يشهد مأساة كبيرة بسبب جرائم ميليشيا الدعم السريع من سرقة واغتصاب وقتل وتهجير قسري بجانب عدم دخول أي مساعدات لولايات ومخيمات إقليم دارفور منذ شهر مايو الماضي 2023، بعد تمرد الميليشيا في أبريل.