لهنّ حَياةٌ مشرِّفةٌ ومواقفُ مميَّزة ضربَتْ أعظَمَ وأروعَ الأمثلة.. نساء لهن لائحة شرف من رسول الله ﷺ (3)

  • 97
الفتح - أرشيفية

لقد ظفِرَ الصَّحابَةُ -رضي الله عنهم- رجالًا ونسَاءً، كِبَارًا وصِغَارًا بعطْفِ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- النَّبويِّ وحنَانِه الأَبَويِّ وهَديِهِ الجمِيلِ وخُلُقهِ النَّبِيلِ. هذه حَياةٌ مشرِّفةٌ ومواقفُ مميَّزة، بل ضربَتْ أعظَمَ وأروعَ وأبدعَ ما تزيَّنَت به البشَريَّةُ من صفاتِ الحبِّ والموَدةِ والصِّدقِ والتَّضحيَةِ والاقتِداءِ والافتِداءِ والسَّمع والطَّاعة والتَّبجيل والاحترَام تجاه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من عدة من الصحابيات ممن لهن مواقف رائدة في حياته -صلى الله عليه وسلم-، وما كان منه حيال ذلك تشريفا وثناء ورضا ورفعة، مما يدل على المكانة في ديننا للمرأة التقية الصالحة.


أَعْظَمُ لَائِحَةِ شَرَفٍ نِسَائِيَّةٍ (3)


اقرأ أيضًا..

لهنّ حَياةٌ مشرِّفةٌ ومواقفُ مميَّزة ضربَتْ أعظَمَ وأروعَ الأمثلة.. نساء لهن لائحة شرف من رسول الله ﷺ (1)

لهنّ حَياةٌ مشرِّفةٌ ومواقفُ مميَّزة ضربَتْ أعظَمَ وأروعَ الأمثلة.. نساء لهن لائحة شرف من رسول الله ﷺ (2)


النِّسَاءُ اللَّاتِي لَهُنَّ لَائِحَةُ شَرَفٍ مِنْ رَسُولِ اللهِ ﷺ كَثِيرٌ؛ وَمِنْهُنَّ:-


مَنْ تَشَرَّفَتْ بِأَنْ بَشَّرَهَا النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- بِأَنَّهَا سَيِّدَةُ نِسَاءِ أهْلِ الْـجَنَّةِ:

(فَاطِمَةُ بِنْتُ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم-)

عَنْ عَائِشَةَ -رضي الله عنها-، قَالَتْ: أَقْبَلَتْ فَاطِمَةُ تَمْشِي كَأَنَّ مِشْيَتَهَا مَشْيُ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم-، فَقَالَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم-: "مَرْحَبًا بِابْنتي" ثُمَّ أَجْلَسَهَا عَنْ يَمِينِهِ، أَوْ عَنْ شِمَالِهِ، ثُمَّ أَسَرَّ إِلَيْهَا حَدِيثًا فَبَكَتْ، فَقُلْتُ لَهَا: لِمَ تَبْكِينَ؟ ثُمَّ أَسَرَّ إِلَيْهَا حَدِيثًا فَضَحِكَتْ، فَقُلْتُ: مَا رَأَيْتُ كَاليَوْمِ فَرَحًا أَقْرَبَ مِنْ حُزْنٍ، فَسَأَلْتُهَا عَمَّا قَالَ: فَقَالَتْ: مَا كُنْتُ لِأُفْشِيَ سِرَّ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-، حَتَّى قُبِضَ النَّبِيُّ، فَسَأَلْتُهَا، فَقَالَتْ: أَسَرَّ إِلَيَّ: "إِنَّ جِبْرِيلَ كَانَ يُعَارِضُنِي القُرْآنَ كُلَّ سَنَةٍ مَرَّةً، وَإِنَّهُ عَارَضَنِي العَامَ مَرَّتَيْنِ، وَلَا أُرَاهُ إِلَّا حَضَرَ أَجَلِي، وَإِنَّكِ أَوَّلُ أَهْلِ بَيْتِي لَحَاقًا بِي". فَبَكَيْتُ، فَقَالَ: "أَمَا تَرْضَيْنَ أَنْ تَكُونِي سَيِّدَةَ نِسَاءِ أَهْلِ الجَنَّةِ، أَوْ نِسَاءِ المُؤْمِنِينَ" فَضَحِكْتُ لِذَلِكَ. [البخاري: 2623-3624 واللفظ له، ومسلم: 2450/ 98].


مَنْ تَشَرَّفَتْ بِأَنْ بَلَّغَهَا النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- بِشَارَةَ جِبْرِيلَ -عليه السلام- لَهَا:

(خَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ أُمُّ المُؤْمِنِينَ -رضي الله عنها-)

عَنْ عَائِشَةَ -رضي الله عنها-، قَالَتْ: مَا غِرْتُ عَلَى امْرَأَةٍ مَا غِرْتُ عَلَى خَدِيجَةَ مِنْ كَثْرَةِ ذِكْرِ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- إِيَّاهَا، قَالَتْ: وَتَزَوَّجَنِي بَعْدَهَا بِثَلَاثِ سِنِينَ، وَأَمَرَهُ رَبُّهُ -عز وجل- أَوْ جِبْرِيلُ -عليه السلام- أَنْ يُبَشِّرَهَا بِبَيْتٍ فِي الجَنَّةِ مِنْ قَصَبٍ. [البخاري: 3817، ومسلم: 2432].


مَنْ تَشَرَّفَتْ بِأَنْ بَلَّغَها النَّبِيُّ -صـلى الله عليه وسلم- سَلَامَ اللهِ -عز وجل- عَلَيْهَا.

(خَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ أُمُّ المُؤْمِنِينَ رعنها)

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه-، قَالَ: أَتَى جِبْرِيلُ النَّبِيَّ -صـلى الله عليه وسلم-، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ هَذِهِ خَدِيجَةُ قَدْ أَتَتْ مَعَهَا إِنَاءٌ فِيهِ إِدَامٌ، أَوْ طَعَامٌ أَوْ شَرَابٌ، فَإِذَا هِيَ أَتَتْكَ فَاقْرَأْ عَلَيْهَا السَّلَامَ مِنْ رَبِّهَا وَمِنِّي وَبَشِّرْهَا بِبَيْتٍ فِي الجَنَّةِ مِنْ قَصَبٍ لَا صَخَبَ فِيهِ، وَلَا نَصَبَ. [البخاري: 3820، ومسلم: 2432].


مَنْ تَشَرَّفَتْ بِأَنْ بَلَّغَهَا النَّبِيُّ -صـلى الله عليه وسلم- سَلَامَ جِبْريلَ -عليه السلام- عَلَيْهَا:

(عَائِشَةُ أُمُّ المُؤْمِنِينَ -رضي الله عنها-)
عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، أَنَّ النَّبِيَّ -صـلى الله عليه وسلم- قَالَ لَهَا: "يَا عَائِشَةُ، هَذَا جِبْرِيلُ يَقْرَأُ عَلَيْكِ السَّلَامَ"، فَقَالَتْ: وَعَلَيْهِ السَّلَامُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ. [البخاري: 3217، ومسلم: 2447].

مَنْ تَشَرَّفَتْ بِأَنْ تَزَوَّجَهَا النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم-:
"أُمَّهَاتُ المُؤْمِنِينَ؛ وَهُنَّ: خَدِيجَةُ - سَوْدَةُ - عَائِشَةُ - حَفْصَةُ - زَيْنَبُ بِنْتُ خُزَيْمَةَ - أُمُّ سَلَمَةَ - زَيْنَبُ بِنْتُ جَحْشٍ - جُوَيْرِيَةُ بِنْتُ الحَارِثِ - صَفِيَّةُ بِنْتُ حُيَيٍٍّّ - أُمُّ حَبِيبَةَ رَمْلَةُ بِنْتُ أَبِي سُفْيَانَ - مَيْمُونَةُ بِنْتُ الحَارِثِ".


مَنْ تَشَرَّفَتْ بِأَنَّ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- زَارَهَا وَجَلَسَ عَلَى فِرَاشِهَا:
(الرُّبَيِّعُ بِنْتُ مُعَوِّذِ -رضي الله عنها-)
عَنْ خَالِدِ بْنِ ذَكْوَانَ، عَنِ الرُّبَيِّعِ بِنْتِ مُعَوِّذٍ -رضي الله عنها-، قَالَتْ: دَخَلَ عَلَيَّ النَّبِيُّ -صـلى الله عليه وسلم- غَدَاةَ بُنِيَ عَلَيَّ، فَجَلَسَ عَلَى فِرَاشِي كَمَجْلِسِكَ مِنِّي، وَجُوَيْرِيَاتٌ يَضْرِبْنَ بِالدُّفِّ، يَنْدُبْنَ مَنْ قُتِلَ مِنْ آبَائِهِنَّ يَوْمَ بَدْرٍ، حَتَّى قَالَتْ جَارِيَةٌ: وَفِينَا نَبِيٌّ يَعْلَمُ مَا فِي غَدٍ. فَقَالَ النَّبِيُّ -صـلى الله عليه وسلم-: "لَا تَقُولِي هَكَذَا وَقُولِي مَا كُنْتِ تَقُولِينَ". [البخاري: 4001].


مَنْ تَشَرَّفَتْ بِأَنْ حَمَلَتْ قِرَبِ المَاءِ فِي غَزَوَاتِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم-:
(عَائِشَةُ أُمُّ المُؤْمِنِينَ وَأُمُّ سُلَيْمٍ الأَنْصَارِيَّةُ -رضي الله عنهما-)
عَنْ أَنَسٍ -رضي الله عنه-، قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ أُحُدٍ، انْهَزَمَ النَّاسُ عَنِ النَّبِيِّ -صـلى الله عليه وسلم-، قَالَ: وَلَقَدْ رَأَيْتُ عَائِشَةَ بِنْتَ أَبِي بَكْرٍ، وَأُمَّ سُلَيْمٍ وَإِنَّهُمَا لَمُشَمِّرَتَانِ، أَرَى خَدَمَ سُوقِهِمَا تَنْقُزَانِ القِرَبَ، وَقَالَ غَيْرُهُ: تَنْقُلَانِ القِرَبَ عَلَى مُتُونِهِمَا، ثُمَّ تُفْرِغَانِهِ فِي أَفْوَاهِ القَوْمِ، ثُمَّ تَرْجِعَانِ فَتَمْلَآَنِهَا، ثُمَّ تَجِيئَانِ فَتُفْرِغَانِهَا فِي أَفْوَاهِ القَوْمِ [البخاري: 2880، ومسلم: 1811].

مَنْ تَشَرَّفَتْ بِأَنْ حَنَّكَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- أَبْنَاءَهَا:
(أَسْمَاءُ بِنْتُ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ وَأُمُّ سُلَيْمٍ الأَنْصَارِيَّةُ -رصي الله عنهما-)
عَنْ أَسْمَاءَ -رضي الله عنها-: أَنَّهَا حَمَلَتْ بِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، قَالَتْ: فَخَرَجْتُ وَأَنَا مُتِمٌّ فَأَتَيْتُ المَدِينَةَ فَنَزَلْتُ بِقُبَاءٍ فَوَلَدْتُهُ بِقُبَاءٍ، ثُمَّ أَتَيْتُ بِهِ النَّبِيَّ -صـلى الله عليه وسلم- فَوَضَعْتُهُ فِي حَجْرِهِ، ثُمَّ دَعَا بِتَمْرَةٍ فَمَضَغَهَا، ثُمَّ تَفَلَ فِي فِيهِ، فَكَانَ أَوَّلَ شَيْءٍ دَخَلَ جَوْفَهُ رِيقُ رَسُولِ اللَّهِ -صـلى الله عليه وسلم-، ثُمَّ حَنَّكَهُ بِتَمْرَةٍ ثُمَّ دَعَا لَهُ، وَبَرَّكَ عَلَيْهِ وَكَانَ أَوَّلَ مَوْلُودٍ وُلِدَ فِي الإِسْلَامِ. [البخاري: 3909، ومسلم: 2146/26]، وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ -رضي الله عنه-، قَالَ: كَانَ ابْنٌ لِأَبِي طَلْحَةَ يَشْتَكِي، فَخَرَجَ أَبُو طَلْحَةَ، فَقُبِضَ الصَّبِيُّ، فَلَمَّا رَجَعَ أَبُو طَلْحَةَ، قَالَ: مَا فَعَلَ ابْنِي؟ قَالَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ: هُوَ أَسْكَنُ مَا كَانَ، فَقَرَّبَتْ إِلَيْهِ العَشَاءَ فَتَعَشَّى، ثُمَّ أَصَابَ مِنْهَا، فَلَمَّا فَرَغَ قَالَتْ: وَارُوا الصَّبِيَّ، فَلَمَّا أَصْبَحَ أَبُو طَلْحَةَ أَتَى رَسُولَ اللَّهِ -صـلى الله عليه وسلم- فَأَخْبَرَهُ، فَقَالَ: "أَعْرَسْتُمُ اللَّيْلَةَ؟" قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: "اللَّهُمَّ بَارِكْ لَهُمَا"، فَوَلَدَتْ غُلَامًا، قَالَ لِي أَبُو طَلْحَةَ: احْفَظْهُ حَتَّى تَأْتِيَ بِهِ النَّبِيَّ -صـلى الله عليه وسلم-، فَأَتَى بِهِ النَّبِيَّ -صـلى الله عليه وسلم- وَأَرْسَلَتْ مَعَهُ بِتَمَرَاتٍ، فَأَخَذَهُ النَّبِيُّ -صـلى الله عليه وسلم- فَقَالَ: "أَمَعَهُ شَيْءٌ؟" قَالُوا: نَعَمْ، تَمَرَاتٌ، فَأَخَذَهَا النَّبِيُّ -صـلى الله عليه وسلم- فَمَضَغَهَا، ثُمَّ أَخَذَ مِنْ فِيهِ، فَجَعَلَهَا فِي فِي الصَّبِيِّ وَحَنَّكَهُ بِهِ، وَسَمَّاهُ عَبْدَ اللَّهِ. [البخاري: 5470، ومسلم: 2119].

مَنْ تَشَرَّفَتْ بِأَنْ حَوَّى النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- لَهَا بِعَبَاءَتِهِ:
(صَفِيَّةُ بِنْتُ حُيَيّ أُمُّ المُؤْمِنِينِ -رضي الله عنها-)
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ -رضي الله عنه-، قَالَ: قَدِمَ النَّبِيُّ -صـلى الله عليه وسلم- خَيْبَرَ، فَلَمَّا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِ الحِصْنَ ذُكِرَ لَهُ جَمَالُ صَفِيَّةَ بِنْتِ حُيَيِّ بْنِ أَخْطَبَ، وَقَدْ قُتِلَ زَوْجُهَا، وَكَانَتْ عَرُوسًا، فَاصْطَفَاهَا رَسُولُ اللَّهِ -صـلى الله عليه وسلم- لِنَفْسِهِ، فَخَرَجَ بِهَا حَتَّى بَلَغْنَا سَدَّ الرَّوْحَاءِ؛ حَلَّتْ فَبَنَى بِهَا، ثُمَّ صَنَعَ حَيْسًا فِي نِطَعٍ صَغِيرٍ، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صـلى الله عليه وسلم-: "آذِنْ مَنْ حَوْلَكَ"، فَكَانَتْ تِلْكَ وَلِيمَةَ رَسُولِ اللَّهِ، عَلَى صَفِيَّةَ، ثُمَّ خَرَجْنَا إِلَى المَدِينَةِ قَالَ: فَرَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ يُحَوِّي لَهَا وَرَاءَهُ بِعَبَاءَةٍ، ثُمَّ يَجْلِسُ عِنْدَ بَعِيرِهِ، فَيَضَعُ رُكْبَتَهُ فَتَضَعُ صَفِيَّةُ رِجْلَهَا عَلَى رُكْبَتِهِ حَتَّى تَرْكَبَ. [البخاري: 2235]. "سَدَّ الرَّوْحَاءِ": مَوْضِعٌ قَرِيبٌ مِنَ الْمَدِينَةِ. "حَلَّتْ": طَهُرَتْ مِنْ حَيْضَتِهَا. "حَيْسًا": خَلِيطٌ مِن التَّمْرِ والأَقِطِ والسَّمْنِ. "نِطَعٌ": جُلُودٌ مَدْبُوغَةٌ يُجْمَعُ بَعْضُهَا إلَى بَعْضٍ وتُفْرَشُ. "يُحَوِّي": يُدِيرُ كِسَاءً مَحْشُوَّةً تُدَارُ حَوْلَ الرَّاكِبِ فَوْقَ سَنَامِ البَعِيرِ ثُمَّ يَرْكَبُهُ.