سايكس بيكو الجديدة

  • 126

سايكس بيكو الجديدة

يعتقد البعض أن الربيع العربي عاصر اتفاقية "#سايكس_بيكو_جديدة"، على غرار ماتم عام 1916م، بين الدبلوماسي البريطاني "مارك سايكس"، والفرنسي "فرانسوا جورج بيكو"، بمباركة روسيا، لاقتسام منطقة الهلال الخصيب، بعد تهاوي الدولة العثمانية المسيطرة على هذه المنطقة في الحرب العالمية الأولى.

وتعتمد هذه الخطة الجديدة على لاعبين جدد، وخريطة أوسع، بهدف تقسيم المُقسم، وتفتيت المُفتت.

بيد أن عدة أحداث متلاحقة عملت على عرقلة المخطط الجديد، أو على الأقل إرباكه، من أهمها: عاصفة الحزم في اليمن.

ميلاد التحالف الإسلامي ضد الإرهاب، ومناورات رعد الشمال.

وحدة المقاومة السورية المعتدلة، والتمثيل السياسي المتوازن بمؤتمر الرياض، ثم جنيف.

التوافق السياسي في تونس، والدعم العربي لتسوية الأزمة الليبية.

ملف الهجرة واللجوء غير المسبوق عبر تركيا واليونان، طريق البلقان، وسواحل شمال إفريقيا، وهو من الأعراض الجانبية لسايكس بيكو الجديدة.

وإذا ما تمت المقارنة بين بعض هذه الأحداث وما سبقها من أحداث مماثلة لتبين لنا البون الشاسع بين الفعل بقيادة عربية مشتركة، وتحرر القرار العربي شيئًا ما، ورد الفعل تبعًا لآخرين.

فقد سبق عاصفة الحزم، تدخل قوات درع الجزيرة لإفشال التدخل الإيراني بالبحرين، ويمكن المقارنة مع عاصفة الصحراء لتحرير الكويت، أو الحرب على العراق مثلاً.

ومن قبل فشلت جهود المصالحة بين الفصائل الفلسطينية حتى الآن، كما فشلت جهود الأمم المتحدة في التسوية.

ولم تنجح المؤسسات العربية والإسلامية الرسمية في إنهاء أي من الملفات القديمة المزمنة.

كما لم يتم استيعاب جميع القوى السياسية والاجتماعية من قبل .

ولا شك أن ورقة "التوت" الغربية المُسماة "الحرب علي الإرهاب" لن تستر سوءة هذه المخططات، فقد فشل الغرب مثلاً في اختبار حق الهجرة واللجوء خلال الأزمة السورية، وأدت هذه المشكلة إلى عدة نتائج سلبية تزيد مخطط سايكس بيكو الجديد فشلاً على فشله، ومن ذلك:

- إيقاظ روح التعصب اليميني الأوروبي.
- تنامي ظاهرة الإسلاموفوبيا.
- تهديد اتفاقية "شنجن".

- السقوط الأخلاقي، بعدما اتضح أن هذا الحق المنصوص عليه في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، والمعاهدات والمواثيق الدولية ذات الصلة، مجرد "حبر على ورق"!.

هناك واقع جديد يفرض نفسه، ولا تزال النتائج تتوالى.