عاجل

الحشد الشعبي يمارس التطهير العرقي على أهل السنَّة

  • 163
أرشيفية

انتهكت مليشيا "الحشد الشعبي" الشيعي في العراق جرائم تطهير عرقي، بحق السنة في المدن التي تمت استعادة السيطرة عليها من تنظيم تنظيم الدولة الإسلامية، وذلك بحسب منظمات حقوقية محلية ودولية.

حيث اتهمت أطراف سنية عراقية ومنظمات حقوقية وهيئات دولية على رأسها الأمم المتحدة الحشد الشعبي بارتكاب جرائم عدة على خلفية طائفية ضد المدنيين السنة خلال الفترة ما بين 2014 و2016، تنوعت بين التعذيب والإخفاء القسري وقتل مدنيين وأسرى تحت التعذيب ونهب مدن وبلدات قبل حرق ونسف آلاف المنازل والمحال بها.

وأكدت منظمات حقوقية بينها "هيومن رايتس ووتش" ارتكاب مليشيا الحشد الشعبي جرائم عدة في مدينة الفلوجة بداية عام 2016، بعد انسحاب تنظيم داعش منها، تراوحت بين التعذيب والاختطاف والقتل خارج القانون وتدمير المنازل.

ولم تسلم حتى مساجد السنة من التدمير والحرق على أيدي الحشد الشعبي، إضافة إلى تدمير قرى بالكامل، ومنع النازحين من العودة إلى مدنهم وقراهم بهدف تغيير التركيبة السكانية لتلك المدن.

وفي هذا السياق، أكد الدكتور عبد الخبير عطا، أستاذ العلوم السياسية بجامعة أسيوط؛ أن ما يحدث في مدينة الموصل هو عدوان صارخ على المدنيين، لافتًا إلى استهداف الحشد الشعبي للأهالي والمدنيين بشتى أنواع القتل والتعذيب، وأن كل عمليات الحشد الشعبي في الموصل بإيعاز ودعم إيراني لتدمير ما تبقى أهالها.

وأشار أستاذ العلوم السياسية في تصريحات خاصة لـ"الفتح"، إلى أن تلك المحاولات توافق عليها واشنطن لأنها تحقق مصالح الولايات المتحدة في العراق والشرق الأوسط، وأن أمريكا تتعدد مكاسبها مما يحدث بالموصل.

وقال عطا إن إيران وأمريكا وحلفاء طهران في العراق يستهدفون ترحيل أهالي الموصل ونزوحهم وهم قرابة مليون مدني، مشددًا على ضرورة التدخل لحماية أهل الموصل والتأكد من وصول المساعدات الأممية لهم.

وأوضحت الدكتورة درية شفيق، الدبلوماسية السابقة، وأستاذ العلوم السياسية بجامعة حلوان، إن إطلاق عمليات التحرير بمشاركة مليشيات الحشد الشيعي في الموصل تضر بالمدنيين العزل داخل المدينة.

وأضافت "شفيق"، في تصريحات خاصة لـ"الفتح"، أن أكثر من 2 مليون مدني محاصرون داخل الميدنة ويعيشون في حالة حرب، مؤكدة أن أغلب القوات المشاركة في عملية التحرير يحملون الجنسية الإيرانية أو منتمون لمليشيات الحشد بغرض الانتقام من أهل السنة.

وأكدت الدبلوماسية السابقة، أن السبب الرئيسي لمشاركة قوات الحشد الشعبي في عمليات تحرير المدن العراقية من تنظيم داعش هو إبادة السنّة في العراق وقتل المدنيين، رغم الاستنكارات الدولية والحقوقية ووعود قادة الجيش العراقي بعدم إشراك ميليشيات الحشد الشعبي إلا أن القوات تشارك في كل معركة.

وناشدت "شفيق" بضرورة إنقاذ أهل الموصل من بطش الحشد الشعبي صاحب الانتماء الإيراني، وفك الحصار عن سكان الموصل.

وعرضت الأمم المتحدة تقريرا يؤكد تعرض مدنيين عراقيين لانتهاكات تشمل القتل على أيدي مليشيات عراقية في محيط الفلوجة، وشجبت هيئة علماء المسلمين في العراق في مايو 2016 بشدة إحراق المليشيا لمسجدين في بلدة الكرمة، وقالت الهيئة في بيان إن هذه العملية "جاءت تنفيذا لتوجيهات طائفية بأمر مباشر من إيران".

وأكد المركز الوطني للعدالة عام 2015 أنه يملك دلائل موثقة على أن ثمانية آلاف منزل داخل تكريت (160 كلم شمالي بغداد) تعرضت للنهب والسلب ثم التدمير بالعبوات الناسفة.