ملايين الدولارات للبحث عن الأسرى الستة.. كيف كبد نفق الحرية الاحتلال خسائر معنوية ومادية فادحة

  • 51
الفتح - ارشيفية

كبَّدت عملية نفق الحرية "كتيبة جنين " الاحتلال "الاسرائيلي" الخسائر بشقيها المعنوي والمادي، لتهتز صورته وتسقط نظرية الدولة الحديدية، وتكون المِعلقة والحديد وبقايا أدوات الطعام كفيلة لتكبيد الاحتلال خسائر بملايين الدولارات بحثاً عن أسرى انتزعوا حريتهم بين البساتين او مخططات لتحصين سجنها الحديدي مجدداً .

عملية نفق الحرية كلفت المؤسسة الأمنية الصهيونية ملايين الدولارات في البحث عن الأسرى الستة لمدة قصيرة لا تتجاوز الـ12 يوماً، حيث جند الاحتلال جيشاً كاملاً والعديد من الوحدات الخاصة بهدف البحث عن الأسرى الستة، كما يرى بعض المختصين.

المحلل والمختص في الشأن "الإسرائيلي" حسن لافي، أكد أن عملية "نفق الحرية" التي نفذها الأبطال الستة في سجن "جلبوع" شكلت ضربة أمنية وعسكرية للاحتلال، وأحدثت صدمة كبيرة لدى المؤسسة الأمنية الصهيونية وخاصة لإدارة السجون وجهاز "الشاباك".

وقال لافي، بحسب"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية":" العدو الصهيوني لم يعلم بهروب الأسرى الستة إلا بعد ثلاث ساعات من عملية انتزاع الحرية من فتحة النفق ما شكل ضربة معنوية وحالة من الخوف للمجتمع "الإسرائيلي" والمستوطنين؛ ما جعل حكومة الاحتلال تسخّر كل إمكانياتها بأقصى سرعة".

وأضاف لافي:"حكومة الاحتلال جندت الجيش والشرطة الإسرائيلية بشكل كامل وبمشاركة والعديد من الوحدات خاصة، وكل ذلك انعكس على التكاليف المادية والتي تراوحت بعشرات ملاين الدولارات خلال أقل من 12 يوماً، مشيراً إلى أنه كان هناك رهبة "إسرائيلية" لدى المستويين السياسي والعسكري ما جعل الاحتلال يستفر كافة قواته لتضييق الخناق على الأسرى الستة".

ورأى المختص في الشأن "الإسرائيلي"، أن إدارة سجون الاحتلال قامت بالعديد من التغييرات في إدارات مصلحة السجون "الإسرائيلية"، كما بدأ الاحتلال بعد الحادثة بمشروع تحصين سجن جلبوع وقد كلف ملايين الدولارات، مبيناً أن التكلفة المالية لعملية نفق الحرية كانت ثقيلة على حكومة الاحتلال ومصلحة السجون، خاصة أن مصلحة السجون هي من المؤسسات ذات الميزانية الضعيفة.

واعتقد لافي، أن تغيير الاحتلال للوائح والقوانين في السجون وكل الإجراءات المستخدمة في السجون؛ يأتي بسبب تخوف الاحتلال من أن يستخدم الأسرى نفس الثغرة التي استخدمها أسرى سجن "جلبوع" في سجون أخرى.

واعتبر أن عملية "نفق الحرية" هي تغير استراتيجي أثبت من خلالها أنه قادر على تحقيق المستحيل بأقل الإمكانيات كما حصل في سجن "جلبوع" الذي يطلق عليه "الخزنة الحديدية" لشدة تحصينه.

وأشار لافي إلى أنه بعد الحادثة قامت إدارة مصلحة سجون الاحتلال بالتضييق بشكل كبير على أسرى حركة الجهاد الإسلامي، موضحاً أنه بالرغم من ذلك استطاع الأسرى الصمود في وجه هذه الإجراءات مما جعل الاحتلال يتراجع عن العديد من الاجراءات مؤخراً.

بعد العملية شرعت قوات الاحتلال الإسرائيلي بأعمال هندسية لتحصين وحماية سجن "جلبوع"، بالأراضي الفلسطينية المحتلة، بتكلفة 2.5 مليون دولار، والذي نجح 6 أسرى فلسطينيين في تحرير أنفسهم منه، خلال سبتمبر/أيلول الماضي، في خطوة ضربت الكبرياء الأمني الإسرائيلي..

وقالت صحيفة "معاريف" العبرية،:" إن قسم الهندسة والبناء في وزارة الجيش الإسرائيلي، وبالتعاون مع إدارة مصلحة السجون "الإسرائيلية"، باشرا بإنشاء مشروع حماية لسجن "جلبوع"، بعد حادثة الأسرى الستة الشهر الماضي"..