التقى وفد أفريقي على رأسه رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، منذ أيام، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بغرض تقديم مبادرة إفريقية لإنهاء الصراع بين روسيا وأوكرانيا.
وفي هذا الصدد، قال الدكتور مختار الغباشي، المحلل الاستراتيجي، إن المبادرة الإفريقية الخاصة بإنهاء الصراع داخل الساحة الأوكرانية هي مبادرة بالنيابة عن مجموعة دول أفريقية وهم ٥٥ دولة وهي تاني أكبر كتلة تصويتية في الأمم المتحدة، ومبادرة طيبة من ستة من قادة دول العالم الإفريقي وعلى رأسهم مصر وجنوب أفريقيا بجانب أربع دول آخرين، موضحًا أنهم يقدمون مبادرة لحل الصراع ما بين أوكرانيا وروسيا.
وأشار غباشي في تصريحات خاصة لـ"الفتح" إلى أن الساحة الإفريقية من أكثر المتضررين من هذا الصراع، حيث إنها تعتمد على نحو ٤٤٪ من احتياجها من الغذاء من كلا الدولتين، وحالة تضخم كبيرة جدا وزيادة في الأسعار تعدت الـ ٤٠ أو٥٠٪ وبعض الدول تأثرت أسعارها لما فوق ١٠٠٪.
وأوضح أن الوضع بالنسبة للساحة الإفريقية تأثر في الغذاء في حدود ٣٠ مليون طن، مؤكدا أن هذه المبادرة ليست مسألة تنهي الحرب أو تساهم في إنهاء الحرب لكن على الأقل تحرك المياه الراكدة، لأن مسألة إنهاء الحرب لابد أن تحقق روسيا أهدافها وأن تقبل الولايات المتحدة الأمريكية بصعود الروس والصينيين كأقطاب مهمة جدا على الساحة الدولية.
وعن رد فعل روسيا على المبادرة، قال الدكتور مختار غباشي إنه بالتأكيد رد إيجابي، على الأقل رحبت وقدرت هذا التحرك من قبل الدول الإفريقية، لأن الروس لا يريدون أن يخسروا أفريقيا وهم أيضًا جزء من حلبة تكالب القوى الإقليمية والقوى الدولية على إفريقيا ومن مصلحتهم تكون لهم علاقة طيبة بالزعماء الكبار أو القادة داخل قارة أفريقيا.
وأوضح أنه من الممكن أن تكون إفريقيا لاعب دولي، لكن نستطيع أن نقول إن هذه المبادرة التي أطلقت من بغرض احتواء الأضرار الكبيرة التي ألمت بالقارة الإفريقية جراء هذا الصراع، وهناك ٢٢ دولة داخل دولة القارة الإفريقية يسمونها الدول الأكثر هشاشة أو الدول الأكثر فقرًا على مستوى العالم.