• الرئيسية
  • الشارع السياسي
  • باحث في الشأن السياسي: لقد أفشل الفلسطينيون المخطط الغربي بصمودهم أمام القصف الصهيوني وكانت مصر ولا تزال داعمة لموقفهم الشجاع وعدم تهجيرهم

باحث في الشأن السياسي: لقد أفشل الفلسطينيون المخطط الغربي بصمودهم أمام القصف الصهيوني وكانت مصر ولا تزال داعمة لموقفهم الشجاع وعدم تهجيرهم

"أحمد الشحات": الدعوة السلفية كانت ولا تزال صمام الأمان للحفاظ على بقاء المجتمع متماسك

  • 125
القتح_ صواريخ المقاومة الفلسطينية

أوضح المهندس أحمد الشحات، مساعد رئيس حزب النور للشؤون السياسية، أن الوجود الفلسطيني جزء منه في غزه وجزء في الضفة الغربية وجزء في بيت المقدس، فهذه تمثل التجمعات الرئيسية للفلسطينيين. والاحتلال يريد أن يأخذ الأردن أهل الضفة، ومصر تأخذ سكان غزة، وبذلك يتم تصفية الوجود الفلسطيني بالكامل من داخل فلسطين، وهذا كان مخطط القرن الذي كان يسعى ترامب بقوة لتنفيذه قبل أن يغادر.


وأكد "الشحات" أنه الآن يتم استغلال هذه الأحداث الأخيرة في محاولة لتنفيذ صفقة القرن بالقوة، فمنذ اليوم الأول بداية من طلب الاحتلال لأهل غزة بالتوجه إلى مصر، لأنه سيكون هناك قصف عنيف عليهم إن لم يستجيبوا للتهجير، ويتجهوا للجنوب، تم الضغط عليهم منذ اليوم الأول بالقصف العنيف المجرم، والضغط السياسي على مصر من خلال أن تفتح الحدود لإخواننا الفلسطينيين، ولقد ظن الاحتلال الغاشم أنهم لن يصمدوا أبدًا أمامه؛ ولكن بفضل الله تعالى فشل المخطط بعد رفضهم لترك أرضهم، ورفضت مصر قبول هذا المخطط.

وأضاف: أن من ثمرات هذا البلاء إعادة إحياء  القضية، والبحث فيها وتدريسها، فهذه الأحداث تكشف طبيعة الصراع، وأنه صراع بين الحق والباطل، فقضية الانتصار العسكري ليست قضية كبرى، فهرقل حين سأل أبو سفيان كيف كانت المواجهات بينكم وبين النبي صلى الله عليه وسلم؟  قال الحرب بيننا وبينهم سجال ننال منهم وينالون منا، فقضية الانتصار العسكري رغم أنها محببة للنفوس؛ ولكنها ليست القضية الكبرى؛ ولكن القضية الكبرى هو الالتزام في ميدان العقيدة، وعدم الغفلة عن قوله تعالى:- ﴿وَلَا يَزَالُونَ يُقَٰتِلُونَكُمۡ حَتَّىٰ يَرُدُّوكُمۡ عَن دِينِكُمۡ إِنِ ٱسۡتَطَٰعُواْۚ وَمَن يَرۡتَدِدۡ مِنكُمۡ عَن دِينِهِۦ فَيَمُتۡ وَهُوَ كَافِرٞ فَأُوْلَٰٓئِكَ حَبِطَتۡ أَعۡمَٰلُهُمۡ فِي ٱلدُّنۡيَا وَٱلۡأٓخِرَةِۖ وَأُوْلَٰٓئِكَ أَصۡحَٰبُ ٱلنَّارِۖ هُمۡ فِيهَا خَٰلِدُونَ ﴾ [البقرة: 217]


كما أن العداوة بيننا وبين اليهود عداوة عقائدية زادت بسبب اغتصابهم لأرضنا وتدنيسهم لمقدساتنا؛ ولكن تظل العداوة قائمة وباقية.

وتابع "الشحات" أن قضية الهزيمة النفسية التي يحاول العدو تصديرها، هي قضية خطيرة لبث اليأس والإحباط داخل المسلمين، ولكن لابد للمسلم أن يتسلح بالثقة والأمل بنصر الله، بل هناك فشل حقيقي للعدو، ففي الحقيقة هو عاجز، وقد أحيا يوم 7 أكتوبر نكبة كبيرة في نفوسهم، وهم إلى الآن لم يستطيعوا الانتباه واليقظة من هذه المباغتة.

وأكد مساعد رئيس حزب النور أن قضية النصر أمر يسير على الله؛ ولكن لابد من تحقيق شرط: ﴿إن تنصروا الله ينصركم﴾. فالله عز وجل قادر على تسخير ما يشاء من جنوده، مثل يوم الأحزاب. قال تعالى:-  ﴿ وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا ۚ وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ ۚ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا﴾ [الأحزاب: 25].

وواصل الشحات حديثه قائلا: لا تشغل بالك بقضية النصر، ولكن اشغل بالك بتحقيق النصر في نفسك ومجتمعك. لذلك هناك أهمية كبيرة لدور الدعوة السلفية، لأنها كانت ولا تزال صمام الأمان؛ للحفاظ على بقاء المجتمع متماسك، فقد وقفت أمام محاولات الصدام مع الدولة، وهي التي تقف حجر عثرة أمام مخططات التغريب، ويبقى الدور الدعوي هو الدور المحوري. فلا ينبغي أن تخرج من هذه المعركة خاسرا، فلا أنت الذي وقفت في الميدان تحارب، ولا أنت الذي أحييت العقيدة في النفوس، ولا جاهدت بالكلمة، ولابد أن تصنع لنفسك دورًا وأنت في مكانك هذا.