منها إطلاع الخاطبين على الحقوق والواجبات الزوجية.. خبير تربوي يوضح أسباب الطلاق وطرق علاجها

  • 34
الفتح - الدكتور رجب عبد التواب، الخبير التربوي

قال الدكتور رجب عبد التواب، الخبير التربوي: في الوقت الراهن وفي ظل التقلبات الحادة في الظروف، يعيش المجتمع المصرى واقعا جديدا يتسم بتسارع وتيرته فى ظل التطور التكنولوجى والمادى، الذى يطغى على النسق القيمى والمبادىء التى نشأت عليها الأجيال السابقة، وفي ظل ذلك ونتيجة لطغيان المادة وتغييب الوازع الديني يجد الشباب أنفسهم أمام أفكار وتوجهات جديدة  تطغى عليها الوحدة والعزلة وافتقاد الدفء الأسرى والترابط المجتمعى، وهو ما أدى بدوره إلى تنامي معدلات الطلاق بشكل غير مسبوق، يحتاج الى تكاتف ومواجهة حتى لا يؤثر في استقرار المجتمع.

وأوضح "عبد التواب" -في تصريحات خاصة لـ"الفتح"- أن للطلاق أسبابا عديدة نذكر منها:

- قلة الالتزام الديني.

- عدم إدراك الأجيال الحالية لتغير الدور المجتمعي المنوط بهم، حيث يجد العديد من الشباب صعوبة بالغة في الانتقال من حياة فرد عادي في أسرة إلى فرد مسوؤل بشكل رئيسي عن أسرة وعن زوجة بمسؤليات جديدة، ومتطلبات مختلفة، مما يدفع الكثيرين للهروب من هذا الدور، مع افتقارهم لمفهوم الأسرة والميثاق الغليظ الذي تقوم عليه الحياة الجديدة.

- شباب الجيل الحالي لديهم تراجع واضح في القدرة على تحمل المسئولية، مشيرا إلى أن الدراسات الحديثة تشير إلى أن الأجيال الجديدة ليس لديها الاتزان الانفعالى الملائم أو القدرة على تحمل المسئولية، بسبب طبيعة تربيتهم، سواء كانت بالعنف أو بالتدليل الزائد وتلبية الطلبات دون ضوابط، بالإضافة إلى الجهل بأحكام الطلاق ومشروعيته وآدابه ودوافعه، وجميع هذه العوامل تؤدى إلى أن يضع الشباب الطلاق كحل أول لجميع المشاكل الزوجية، بهدف الهروب من مسئوليات الزواج والأبناء.

- الطبيعة الاستهلاكية والأعباء الاقتصادية: موضحا أن الاقتصاد يعتبر من أكبر المؤثرات على العلاقات  الاجتماعية، فقلة الدخل وزيادة الأعباء المالية مع تزايد الطبيعة الاستهلاكية، ودخول الرفاهيات  وعدم الالتزام بالإنفاق تتسب فى الخلافات الأسرية التى تنتهي بالطلاق، متابعا: وفى ظل الأزمة الاقتصادية العالمية نتيجة جائحة كورونا وما نتج عنها من اختلال فى سلاسل الامداد والتوريد، وارتفاع نسب البطالة وارتفاع أسعار السلع، تزايدت الضغوط المالية وارتفعت معها معدلات الطلاق، حيث يُنظر إلى النظم الاجتماعية والاقتصادية على أنه حلقات تبادلية يؤثر كل منهما فى الآخر، فزيادة الأسعار وارتفاع نسب البطالة تؤثر بدروها فى قدرة الأسر على الوفاء باحتياجاتها الضرورية.

- المواقع الهابطة وانتشار وسائل التواصل الاجتماعى، لافتا إلى أن وسائل التواصل الاجتماعى تمثل عاملا فاعلا لا يمكن إغفاله فى تشكيل العلاقات الاجتماعية والزوجية، فهى الوسيلة الأكثر تأثيرا بشكل قاطع حاليا على حياة الأفراد، مشيرا إلى أن الكثير من الدراسات أشارت إلى أن هذه الوسائل كانت السبب الرئيسى فى حوادث الخيانة الزوجية، وإحداث حالة من الخرس الزوجى فى المنزل، بسبب انشغال كل من الزوج والزوجة بمتابعة هذه المواقع لأوقات طويلة، والاستغناء بها عن الحوار مع الطرف الآخر، متابعا: وقد أسهمت هذه المواقع أيضا فى رفع التوقعات التى يريدها كل من طرفى العلاقة من الطرف الآخر، فالزوج يشاهد على صفحات وسائل التواصل الاجتماعى الزوجة "النموذج" ويطالب زوجته التى تتحمل الكثير من المسئوليات الاقتداء بهذا النموذج والعكس بالنسبة للسيدات، فيرى كل من الزوجين أن الطرف الآخر لم يعد الشخص الملائم لاستكمال رحلة الحياة الزوحية معه وتنشأ من هنا الكثير من الخلافات.

- تدخل أهل الزوجين غير الرشيد فى حياة أبنائهم، مما يقلل من قدرة الزوجين على إدارة خلافاتهم بعيدا عن الإملاءات والحسابات الشخصية والضغوط.


وأوضح الخبير التربوي مخاطر زيادة معدلات الطلاق، حيث أكدت دراسات عدة أن للطلاق آثارا اجتماعية ونفسية خطيرة ناجمة عن تفكك الأسر، وانحلال العلاقات الاجتماعية، وما يترتب على ذلك من تفشي مشاعر البغض بين الأفراد، والاضطرابات النفسية، لافتا إلى أنها قد تصل فى كثير من الأحيان إلى السلوك المنحرف للأفراد، الأمر الذى من شأنه أن ينعكس بشكل مباشر على المجتمع وترابطه، ويهدد الأمن والسلم المجتمعي، ويتسبب تزايد معدلات الجرائم بسبب غياب السلطة الأبوية والميل إلى مخالفة القوانين والعادات الاجتماعية، وارتكاب السلوك الإجرامي، ومن هذه المخاطر:

- ارتفاع معدلات الاكتئاب والمشاعر السلبية، حيث يؤدى قرار الطلاق إلى ارتفاع معدلات الإصابة بالاكتئاب، خاصة بين الأبناء، نتيجة تنامى مشاعر الحزن والخوف والغضب لديهم، بل وقد يتعدى ذلك إلى اللجوء إلى الأفكار الانتحارية.

- اضطراب منظومة القيم عند المجتمع،  حيث يُسهم الطلاق فى إحداث خلل قيمى فى السلوكيات والقيم التى يعمل المجتمع على ترسيخها فى نفوس أفراده كالرحمة والخير والتسامح والتعاون، وهذه القيم هى العامل والداعم الأول لبقاء واستقرار المجتمعات.

- انخفاض في  معدلات العمل والإنتاج نتيجة شيوع مشاعر الاكتئاب والإحباط وتزايد الأعباء المالية على الزوجين المنفصلين، وبالتالى تؤثر هذه المشاعر على قدرتهم على العمل وزيادة الانتاج.


وذكر الخبير التربوي 10 نصائح للعلاج، وهي:

1- اتباع المنهج الإسلامي في عملية اختيار شريك الحياة. 

2- وجود مكاتب للإصلاح الأسري. 

3- عقد الندوات والحوارات واللقاءات للمقبلين على الزواج؛ لتعريفهم بأهمية الحياة الزوجية ودور الأسرة في تربية الأولاد. 

4- اهتمام وسائل الإعلام المقروءة المكتوبة والمرئية بتثقيف المقبلين على الزواج حول واجبات الزوجين وحقوقهما.

5- تضمين المناهج الدراسية مواد تتعلق بالأسرة بتكوينها وواجباتها ورسالتها بما يتناسب مع كل مرحلة دراسية أو عمرية، وخصوصا للطلبة الجامعيين.

6- إطلاع الخاطبين على الحقوق والواجبات الزوجية. 

7- إنشاء جمعيات لتقديم النصح والإرشاد للأهالي حال وقوع مشاكل.

8- إجراء البحوث والدراسات في هذا المجال. 

9- تعاون مختلف القطاعات الرسمية والخاصة لدراسة ظاهرة الطلاق لوضع سبل عالجها.

10- وضع برامج للتعليم ندرس فيها مواد تعالج جوانب معينة في العلاقات الزوجية، وتقوم بتدريس المقبلين على الزواج على كيفية تربية الأطفال.