صرخة ألم

  • 185
بقلم نسرين مهران

صرخة ألم

بقلم: نسرين مهران

الكثير من الناس وخصوصا الملتزمين، ومن ينتسبون إلى السمت يحزنون على ما يحدث في بلاد المسلمين من ظلم واستضعاف حتى وصل الأمر لنزع المسجد الأقصى من أيدي المسلمين في صمت رهيب من أمة محمد -إلا من رحم الله-، والكثير يقول ليس بأيدينا شيء، والكثير يلقي التهمة على الغير دون نفسه، فلماذا وصل بنا الحال لهذه الدرجة؟!

 الإجابة على هذا السؤال إلى نفسي أولًا وإلى حفظة  كتاب الله، ومن يقف على ثغور الإسلام، وكل من له سمت الدين وينتسب إليه من الرجال والنساء وخاصة النساء.

أقول لكم: سامحوني لهذه الكلمات التي من الممكن أن تكون ثقيلة على البعض، لكن لا أنوي بها إلا الخير والأخوة في الله، ولا أُعَمِّم فيها الجميع، بل من أساء من حفظة كتاب الله، ومن أساء وهو على ثغر، وكل من أساء وله سمت الالتزام. 

أقول لكم: لماذا يؤتى الدين من قبلكم؟ ذلك لأنكم أول من أحدث شرخًا!

تسألون كيف؟ 

طُعِن الدين بسبب أخلاق البعض التي هي أبعد ما يكون عن أهل القرآن وعن سمت الالتزام؛ نسوا اتباع نبيكم وأنه أسوة وقدوة حسنة، فلمَّا سألوا السيدة عائشة -رضي الله عنه- عن خلقه قالت: "كان خلقه القرآن"، فأين نحن من ذلك الخلق؟  

أصبح البعض منهم سببًا في فتنة المسلمين عامة، وسببًا في فتنة الملتزمين خاصة الذين جعلوكم حجة على تركهم الالتزام -مع عدم إقرارنا بما فعلوا- لكن وجدوا مخرجًا بسببكم.

بعض الناس كرهوا سمت الالتزام ولو هي نظرة ظالمة منهم ولكن نحن -إلا من رحم ربي- من أعطيناهم الفرصة بسوء الخلق من سباب وجدال وكذب وغش وبأمراض القلوب من حسد وغل وبغضاء.. إلخ. 

فأقول لنفسي ولكم اتقوا الله وتوبوا إليه. 

اتقوا الله وكونوا لنصرة دينكم بمقاييس الدين، وليس مقاييس الدنيا، تفقدوا قلوبكم، وتأسوا بخلق نبيكم صلى الله عليه وسلم، وتذكروا قول ربكم: { وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ}

رزقني الله وإياكم العلم النافع والعمل الصالح، وجعلنا من أهل القرآن العاملين به.