أحمد أبو الغيط: الأزمة في أوكرانيا هى صراع بين القوى الكبرى تؤثر سلبًا على الاقتصاد والأمن الدوليين

  • 60
الفتح - أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية

قال أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية "إن صراع القوى الكبرى التي تمثل الحرب في أوكرانيا واحدة من حلقاتها أنها تخصم من الأمن العالمي وتشيع الاضطراب في الاقتصاد الدولي وتضع على كاهل الكثير من الدول تكاليف إضافية، سواء في تعزيز الأمن أو في الحصول على الموارد، لاسيما الطاقة والغذاء".

وأضاف أبو الغيط - خلال كلمته في اجتماع وزراء الخارجية العرب تحضيرا لقمة جدة بالسعودية: ويقيني أن هذه الصراعات تمثل تطورًا سلبيًا خاصة على الدول البازغة الساعية إلى النمو والأسواق الناشئة التي تحتاج إلى الاستقرار، ومن بينها الكثير من دول منطقتنا العربية.

وتابع: وبالرغم من الصعوبة الشديدة في اتخاذ المواقف في زمن الاستقطاب بين الدول الكبرى كان علينا دائمًا التشبث بالمصالح الوطنية لدولنا كبوصلة هادئة لمواقفنا وهذا بالضبط ما فعلته الجامعة العربية إبان اندلاع الحرب في أوكرانيا.

وأردف: وأظن أن علينا الاستمرار في التحرك والعمل ككتلة موحدة تتسق في المواقف وتتحدث بلسان واحد؛ فهذا ما يعطي مواقفنا ثقلاً ويمنحها وزنًا ويوفر المظلة الحامية لمنطقتنا من شرور الاستقطاب والصراع في قمة النظام الدولي.

وأشار أمين جامعة الدول العربية إلى أن الصورة في المنطقة العربية خلال الشهور الماضية مختلطة للغاية؛ تحمل بعضها المؤشرات المطمئنة جنبًا إلى جنب مع مخاطر جديدة تثير القلق الشديد، ففي السودان -مع الأسف- اندلع نزاع مسلح شهدنا جميعًا مدى خطورته على شعب السودان الذى رُوع أبناؤه وواجهوا الموت والتشريد جراء صراع لم يتسببوا فيه.

وأضاف: كذلك في خطورة الصراع الدائر على الدولة السودانية واستقرارها ووحدتها الترابية وسلامة مؤسساتها الوطنية، ذلك أن السودان بلد عربي مهم واشتعال الصراع العسكري في مُدنه وشوارعه على هذا النحو المؤسف أدمى قلوب العرب جميعًا.

وقال أبو الغيط: "إننا نعتبر قمة جدة فرصة يتعين اغتنامها بين طرفي الصراع من أجل وضع حدّ لكافة المظاهر المسلحة؛ كخطوة أولى نحو استعادة الهدوء والعودة لمسار التسوية السياسية، وأقول هنا إن العرب لن يتركوا إخوانهم في السودان وحدهم؛ فنحن نواكب التطورات ونقدم كل الدعم الممكن".

وواصل حديثه، قائلا: نلتمس بعض التطورات الإيجابية في مواقف دول الجوار وإدارتها لعلاقاتها مع المنطقة العربية؛ أتحدث هنا عن إيران وتركيا على وجه التحديد، كما على طهران مزيد من احترام سيادة الدول، وليس خافيًا ما عانته المنطقة العربية - ولا زالت من الآثار السلبية الخطيرة للتدخل في شؤونها الداخلية - وإننا ننشد علاقات تقوم على الاحترام المتبادل ومبدأ السيادة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول.