عاجل

من أخطر أسباب العنف.. "برهامي" يوضح أضرار الخمر والمخدرات على الفرد والمجتمع

  • 30
الفتح - الدكتور ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية

قال الدكتور ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية: إن مِن أخطر أسباب العنف والعداوة والبغضاء والقسوة بين البشر: الخمر، ومنها المخدرات، مشيرًا إلى أنها أسوأ أنواعها، قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ . إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ  فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ} [المائدة: 90-91].

وأضاف "برهامي" -في مقال له بعنوان "مظاهر القسوة في حياتنا... أسباب وعلاج (9)  الخمر والمخدرات"- نشرته جريدة الفتح- أن الناس قد سمَّوا العقل عقلًا؛ لأنه يعقل، أي يمنع ويحبس صاحبه من الشرور والآثام واتباع الشيطان، فإذا غاب العقل انطلق الشيطان يلعب بالإنسان، ويستعبده لنشر الفساد والعداوة والبغضاء بين الناس، كما أنه يصده عن ذكر الله وعن الصلاة، فتصبح المعركة كأنها من جانبٍ واحدٍ؛ فإذا فقد الإنسان جنوده من العمل الصالح والقول الطيب الذي يغلب به الشيطان فتتغلب عليه الإرادات الشيطانية من إرادة العلو والفساد، فضلًا عن الإرادات الأرضية الحيوانية التي شرع الله  -عز وجل- لها إطارًا تتحقق به مصالح العباد، ويدفع به عنهم الفساد.

وأوضح أنه إذا غاب العقل عن التزام هذه الضوابط انطلق الإنسان وراء الشهوات المحرمة؛ ولذا تكون الخمر والمخدرات مادة أساسية على مائدة السهرات الحمراء، والنوادي الليلية الممتلئة بالفواحش والغناء المحرم، متابعًا: ولذا قرن النبي -صلى الله عليه وسلم- بين هذه الأشياء في الحديث الصحيح: "لَيَكونَنَّ مِن أُمَّتي أقْوامٌ يَسْتَحِلُّونَ الحِرَ والحَرِيرَ، والخَمْرَ والمَعازِفَ" [رواه البخاري معلقًا مجزومًا به، ووصله الطبراني والبيهقي وابن عساكر، وصححه الأئمة: كالنووي، وابن حجر، والألباني -رحمهم الله-].

واستطرد "برهامي": وقد سبق أن الفواحش مِن أسباب القسوة في المجتمع، فتكون الخمر وقرينتها المعازف مع الفواحش من أعظم أسباب انتشار القسوة، ولا شك أن شرب الخمر والمخدرات إنما هو محاولة فاشلة للهروب من واقع التعاسة الذي يعيشه شارب الخمر والمخدرات على خلاف ما يتمناه، ولو كان سعيدًا لما رغب في أن يغيب عقله عن الواقع، بل هو يريد أن يعيش في عالم الوهم والخيال الذي يحلم به؛ فيدمر الإدراك والإحساس بالواقع الذي خلقه الله له، وخلق له أدواته من السمع والبصر والعقل، نعمة منه عليه؛ ليستطيع التمييز بين الخير والشر، فإذا شرب الخمر زال ذلك الإدراك، واختلطت الحقيقة بالخيال، وتوهم الإنسان زوال الحاجز بينهم فيطير مع هذه الأحلام حتى إذا زال مفعول المخدرات كان كالطائرة التي نفد وقودها في الجو فارتطمت في الأرض فتحطمت!

وأشار إلى أنه في كل مرة يأخذ المدمن جرعة المخدرات ثم يستيقظ منها يتحطم جزء من مخه ونفسيته؛ فيطلب العودة إلى الخيال؛ فيحدث مزيدٌ مِن الإدمان، وفي سبيل الحصول على ما أدمنه يكون الشخص مستعدًا للقتل والسرقة -ولو من الأقارب-، وضرب الوالدين والزوجة والأبناء، بل وبيع العرض، لافتًا إلى أن زوجة أحدهم أخبرته أن زوجها المدمن أدخل عليها بعض أصدقاء السوء في مقابل الحصول على المخدرات لمَّا عجز عن ثمنها!

وأكد نائب رئيس الدعوة السلفية أنه تحصل أنواع القسوة البالغة بسبب الإدمان للخمر والمخدرات؛ ولذا كثر تحذير الشرع من الخمر، والمخدرات التي هي نوع منها، بل مِن أسوأ أنواعها؛ لسرعة الإدمان عليها وتدميرها للنفسية والمخ أسرع من الكحول، وإن كانت الكحوليات تتميز بتدمير الكبد، وحصول التليف الكبدي المؤدي للفشل الكبدي والغيبوبة الكبدية أكثر من باقي المخدرات.