"داعية": أولو الألباب هم من يتبعون الأحسن ويطبقونه وليس فقط من يدركونه بأذهانهم

  • 15
الفتح - أرشيفية

الالتزام الحقيقي هو التطبيق العملي لما نتعلمه


قال الدكتور أحمد شكري، الداعية الإسلامي: إن الله -سبحانه- بين أن وظيفة العقل ليستْ فقط التمييز بيْن الحسن والقبيح، بل فوق ذلك إيجاد العزيمة على اتباع الحسن، والقيام به وتطبيقه؛ مشيراً إلى أن أولي الألباب هم مَن يتبعون الأحسن، وليس فقط يدركونه مجرد إدراك ذهني، بعيد عن الحركة والتطبيق، قال الله -تعالى-: (وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْرَى فَبَشِّرْ عِبَادِ . الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ) [الزمر:17-18]، متسائلاً: وأي عقل عند إنسان يدرك أن مصلحته ومنفعته في أمرٍ ثم لا يفعله؟!.


وأضاف شكري، في مقال له عبر موقع "صوت السلف" قائلاً: لقد ضرب القرآن الكريم لأولئك الذين يعرفون الحق ولا يتبعونه أسوأ المثل؛ حيث قال -تعالى-: (مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ) [الجمعة:5]، متابعاً: ما أسوأ هذا الحال أن يكون مثل العبد، كمثل الحمار أو كمثل الكلب! مبيناً أنه  لم يصل إلى هذه الحال بسبب عجزه عن التمييز النظري بيْن الحسن والقبيح، بل بسبب تركه للعمل بالأحسن!


وتابع: فلا يستحق العبد أن يُمدح بكونه مِن أولي الألباب بمجرد قدرته على التنظير والتأصيل، والتحليل والنقد، بل لا يستحق هذا المدح إلا أن يظهر ذلك في عمله وسلوكه، مشيراً إلى أن مَن تدبر فيما نتداوله على مواقع التواصل، وما نعيد نشره مِن المواعظ والحكم والوصايا يجد فيها فعلًا ما بلغ الغاية في البلاغة والنفع، لكن عندما نرى أحوالنا، وما نحن عليه مِن تقصير؛ يجد البون واسعًا، والفرق كبيرًا، مضيفاً: وقد قال الفضيل بن عياض -رحمه الله- لذلك الذي يسمع الموعظة ولا يعمل بها: "إذا كنتَ كلما أخذتَ لقمة ألقيتها خلف ظهرك؛ فمتى تشبع؟!".