أحمد فريد: القرآن يعالِج القلب مِن الشبهات والشهوات فكلما سلَّم القلب وجد العبد السعادة

  • 20
الفتح _ الدكتور أحمد فريد مستشار إدارة الدعوة السلفية

 أشار الدكتور أحمد فريد مستشار إدارة الدعوة السلفية: القرآن يرد على المذاهب الفكرية التي تفد إلينا مِن الغرب الكافر أو الشرق الكافر، ويبيِّن بطلان هذه المذاهب، وتبيَّن أن أصحابها المغرورين بها لا ينالون منها في الدنيا إلا الهم والحزن، والضنك والشقاء، والعذاب الأبدي السرمدي في الآخرة، كالعلمانية والليبرالية والإلحاد.


أنواع العلمانية

أضاف "فريد"القرآن والمذاهب الفكرية الحديثة والقديمة" نشرته جريدة الفتح، العلمانية هي نبذ الدين، أو اللا دين، وتنقسم إلى قسمين: علمانية ملحدة تنكر وجود الله -عز وجل-، ولا تقر بأنه خالق الخلق، والرد عليها هو الرد على الإلحاد -كما سنبينه-. والنوع الثاني مِن العلمانية التي يظنون أنها معتدلة؛ لأنها تقر بوجود الله -عز وجل-، وتقر بالعبودية له، ولكن تأبى التحاكم إلى شرعه؛ لأنهم يعتقدون أن الشريعة الإسلامية كانت لمرحلة زمنية معينة، ولكنها لا تصلح لحكم العالم في القرن العشرين، وأن الأحكام الوضعية هي الأنسب!


أوضح "فريد" القرآن يبيِّن عور هذه العلمانية المعتدلة -في زعمهم!- ويبيِّن أنها كفر: قال -تعالى-: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا . وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُودًا . فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جَاءُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا إِحْسَانًا وَتَوْفِيقًا . أُولَئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللَّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ قَوْلًا بَلِيغًا . وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا . فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [النساء:60-65].


الليبرالية تطور للعلمانية

أردف "الداعية الإسلامي" والليبرالية تطور للعلمانية: فهي تنبذ مع الدين، الأخلاق والأعراف والقيم والعادات، ومِن أخطر تعاريفها: منع المانع، فالخمر حلال في الفكر الليبرالي، والزنا حرية شخصية، والربا جائز في دين الليبرالية، وقد عرَّفها القرآن قبل أربعة عشر عامًا تعريفًا جامعًا مانعًا يعجز الليبراليون عنه، فقال -عز وجل-: (أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُون) (الجاثية:23)، فالليبرالي واقف مع حظوظه وشهواته، لا يمنعه مِن نيل غرضه وشهوته دين ولا عرف ولا قيم، وقال -تعالى-: (وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا) (الكهف:28).


تعجب فريد من بعض المنتسبين إلى هذا الفكر يزعم أنه مسلم يعتز بإسلامه، وليبرالي يعتز بليبراليته، وهذا مستحيل لأمرين:


الأمر الأول: أن هذه المذاهب الكافرة أديان عند أهلها، فهل يمكنك أن تقول: أنا مسلم نصراني، أو مسلم يهودي! هذا لا يصح.


الثاني: يُقال لمَن زعم أنه مسلم ليبرالي: هناك أربعة أسئلة يظهر بها هل أنت مسلم أو ليبرالي، ولا يمكن الجمع بينهما:


السؤال الأول: نقول: هل تقر بأنك عبد الله؟!

فإن قلتَ: نعم فأنت مسلم، ولكن لستَ ليبراليًّا. وإن قلتَ: لا، فأنت ليبرالي، ولكن لستَ مسلمًا.


السؤال الثاني: هل تقر بتحريم الربا والزنا وشرب الخمر؟

فإن قلتَ: نعم، فأنت مسلم ولست ليبراليًّا. وإن قلت: لا، فأنت ليبرالي ولستَ مسلمًا.


السؤال الثالث: هل تقر بوجوب التحاكم لشرع الله -عز وجل-؟

فإن قلت: نعم، فأنت مسلم ولست ليبراليًّا. وإن قلت: لا، فأنت ليبرالي ولست مسلمًا.


السؤال الرابع: هل تجزم بأنك على الحق، والآخر الكافر على الباطل؟

فإن قلت: نعم، فأنت مسلم ولست ليبراليًّا. وإن قلت: لا، فأنت ليبرالي ولست مسلمًا.


القرآن راحة للقلوب

واصل "فريد" أنه عندما نستمع للقرآن أو نقرأ القرآن، نجد راحة في قلوبنا؛ لأن القرآن يعالِج ما فيها مِن شبهات وشهوات، فكلما سلَّم القلب وجد العبد السعادة، والقلوب لا تصل إلى مناها حتى تصل إلى مولاها، ولا تصل إلى مولاها حتى تكون صحيحة سليمة.