الطريق إلى القدس يبدأ بالرجوع إلى الله.. "الهواري" يوضح كيف استعاد صلاح الدين المسجد الأقصى من أيدي الصليبيين

محمود نور الدين زنكي دعى المسلمين لتوبة جماعية لأنه علم أن النصر يبدأ بالرجوع إلى الله وصلاح النفس وإقامة الدين

  • 96
الفتح - الشيخ شريف الهواري الأمين العام للدعوة السلفية

ذكر الشيخ شريف الهواري، الأمين العام للدعوة السلفية، قصة مملكة صغيرة في بلاد الشام تسمى "حماة" موروثة لملك من الملوك يسمى "عماد الدين زنكي"، حيث مات هذا الرجل وورث المملكة ابنه الذي كان شابا صغيرا يسمى "محمود نور الدين زنكي"، وكان يحمل هم الإسلام والمسجد الأقصى. فقام لله قومة ودعى الناس لتوبة جماعية، لأنه علم أن النصر يبدأ بالرجوع إلى الله وصلاح النفس وإقامة الدين.

وأضاف "الهواري" -في مقطع مرئي له عبر موقع "أنا السلفي"- أن نور الدين طهر المساجد من القبور والقباب، وقضى على الخمور والربا والزنا والاختلاط والمجون، ودعا إلى مكارم الأخلاق وحسن المعاملات، ودرّس في المساجد التوحيد والعقيدة والشريعة والأخلاقيات والسلوك والمعاملات، وأقام الأحكام والحدود الشرعية التي أمر الله بها.

وتابع: ثم قال نور الدين "ائتوني بأمهر نجار في البلد فجيء له بنجار ماهر، فقال له: اصنع لي منبرا يليق بالمسجد الأقصى، فصنع النجار المنبر، فحمل نور الدين المنبر معه وطاف على البلاد المجاورة، بلاد المسلمين الغارقة في الشهوات والملهيات يدعوها للتوبة الجماعية؛ لتصحيح العقيدة والإذعان للشريعة والقضاء على المنكرات والمخالفات، ويدعوهم للتوبة الحميدة الصادقة النصوح"، فكانوا يستجيبون له.

واستطرد "الهواري": وكان نور الدين ينطلق من بلدة إلى أخرى يطهرها ويحررها ويوحد كلمتهم، ولكن وافته المنية ومات قبل أن يحقق هذا الحلم بسنوات، مشيرا إلى أنه وإن مات نور الدين فإن الإسلام لم يمت؛ لأن الإسلام غير مرتبط بشخص ما، لافتًا إلى عظم ما قدم نور الدين، وعلمه بأن النصر لابد أن يبدأ بالرجوع إلى الله وترك المنكرات.

وأوضح أنه كان من جنود نور الدين شاب يدعى صلاح الدين الأيوبي، مشيرًا إلى أنه قُدّم لمهارته وديانته، فقاد الجيوش وأكمل المسير حتى فتح يافا وعكا وحيفا ورفح، ثم حاصر القدس حتى استسلموا ودفعوا الجزية عن يدٍ وهم صاغرون.

وأضاف "الهواري": ثم دخل صلاح الدين إلى القدس، ودخل المسجد، ولما رأى ما في المسجد من صلبان وأجراس وخيول وخنازير ومقلبا للقمامة، بكى بكاء شديدا وبكى كل من حوله، موضحًا أن صلاح الدين قام بفرد عباءته وظل يحمل عليها القمامة ويلقيها بعيدا، وقتل الخنازير وأخرج الخيول وضمها لجيوش المسلمين.

وتابع: وخرج ومعه الجنود والعلماء والدعاة والعوام وطهروا المسجد الأقصى في فترة طويلة حتى انتهوا في يوم الجمعة، وقال "أين منبر محمود نور الدين؟"، قالوا: هو ذا، فجيء بالمنبر ووضع في مكانه، وقدم كبير العلماء في البلدة ولم يتقدم هو مع أنه كان خطيبا بارعا، قال ابن كثير صعد المنبر ورفع النداء وارتفع صوت الناس بالبكاء فاهتزت المدينة لهذا المشهد الرهيب، فحمد الله بكل المحامد التي وردت في القرآن حتى ختم بقول الله -تبارك وتعالى-: {فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا ۚ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الأنعام: 45].

وأوضح الأمين العام للدعوة السلفية، أن المسجد الأقصى عاد بعد أكثر من 91 سنة، وأصبح منارة للعلم، وقضى صلاح الدين على الدولة الفاطمية الشيعية في مصر.