• الرئيسية
  • الشارع السياسي
  • المشوهون له يسعون للاندماج في كيان واحد لكنهم يفشلون.. "أحمد الشحات" يوضح أهمية العمل الجماعي ومشروعيته من خلال الكتاب والسنة

المشوهون له يسعون للاندماج في كيان واحد لكنهم يفشلون.. "أحمد الشحات" يوضح أهمية العمل الجماعي ومشروعيته من خلال الكتاب والسنة

  • 48
الفتح - المهندس أحمد الشحات، الباحث في الشؤون السياسية

عقب المهندس أحمد الشحات، الباحث في الشؤون السياسية، على من يشوه فكرة العمل الجماعي، قائلًا: إنهم في الحقيقة يسعون للاندماج في كيان جماعي، ولكنهم لا يتفقون على رأس ولا قيادة ولا خطة عمل ولا شيء، فما أن يجتمعوا حتى يتفرقوا مرة أخرى؛ لأن كل فرد فيهم يرى في نفسه أنه الأحق بالقيادة، والأجدر بالصدارة، فلا يسلم أحد منهم للآخر، ولكنهم يجتمعون على مهاجمة خصم مشترك، وهو من دون ذكر أسماء "الدعوة السلفية وحزب النور".

وأوضح "الشحات" -في منشور له عبر صفحته الشخصية على"الفيس بوك"-: لا توجد قضية شرعية وعقلية تعرضت للظلم من بعض أبناء التيار الإسلامي، مثل: قضية العمل الجماعي ومشروعية العمل تحت مظلة كيان أو الانتماء لجماعة، رغم أنها قضية في غاية الخطورة والأهمية، وذلك لعدة أسباب، وهي:

1- أنها قضية ورد في الشرع أدلة كثيرة تؤكد على مشروعيتها وهذا يعني الوجوب في حالات والاستحباب في حالات أخرى، وأقل أحوالها الإباحة، لكن القول ببدعيتها ومن ثم استنكارها والتحذير منها ففيه إغراب وبُعد عن فهم مقاصد الشريعة.

2- أن في القول ببدعية العمل الجماعي تجاهل كبير للواقع وغفلة عن الجهود الجماعية لكل ملل الكفر والفسق والبدع، فما من تيار من هذه التيارات إلا ويتحرك بشكل جماعي منظم، ويعمل في نسق مؤسسي دقيق، مستائلًا "فكيف يواجه الفرديون بتحركهم الفردي المحدود هذه الجيوش الجرارة من الباطل؟".

3- أن في القول ببدعية العمل الجماعي مكابرة وتناقض فج؛ لأنك إذا تأملت في سلوك فلان الفلاني المتصدر للتحذير من الجماعة والحزبية وغيرها من الكلمات الرنانة، فستجده يعمل في وظيفته الدنيوية في منظومة جماعية أو يدير منظومة جماعية أو يمتلك مؤسسة منظمة، متسائلًا "فلماذا رضي به في عمل الدنيا، ورفضه في عمل الآخرة؟! أليست الوسائل لها أحكام المقاصد نفسها؟". 

4- أن في القول ببدعية العمل الجماعي غفلة عن الكم الهائل من الواجبات الكفائية المضيعة، التي زادت حدتها بعد سقوط الدولة العثمانية؛ لأن الدولة في الإسلام كما هو معلوم تعمل على إقامة الدين وسياسة الدنيا بالدين، أما الدولة المعاصرة فقامت على أسس أخرى وتهدف للقيام بوظائف مختلفة، موضحًا أنه حتى وإن قامت ببعض الواجبات الدينية إلا أن الفجوة بين الواقع والمأمول كبيرة وواسعة، مبينًا أن الجماعات الإسلامية السنية تسعى للقيام بهذه الواجبات المضيَّعة، وتحاول سد الثغرات المترتبة عن شغور الزمان عن الإمامة بصورتها الشرعية الكاملة، وهي -في الوقت نفسه- تسعى لتحريك واقع الأمة السيئ إلى صورة أفضل، فهي تقوم بوظيفة قوارب النجاة الصغيرة في ظل انعدام السفينة الماخرة.

5- أن القول ببدعية العمل الجماعي فيه تعامٍ عن تاريخ الأمة العريق الذي كان يسمح بالأعمال الجماعية الكثيرة في ظل قيام الدولة بوظائفها ومهامها، فلم تنقطع الكيانات الإصلاحية عبر تاريخ الأمة، بل لم تستغن الدولة الحديثة عن الكيانات والمؤسسات الخيرية، بل صار لمنظمات المجتمع المدني والجمعيات الخيرية دور كبير للغاية تتحمله مع الدولة؛ لأن الواقع أعقد وأصعب من أن تتكفل به مؤسسات الدولة الرسمية فقط، متسائلًا "فلماذا نتغافل عن كل هذا الواقع ونتكلف من التنظير والتقعيد ما يقعدنا عن بذل الخير وإصلاح المجتمع، فضلا عن تجاهله للأدلة الشرعية وإساءة التعامل مع النصوص من الكتاب والسنة؟".