فرحة العيد عبادة

آمال عبدالله

  • 24

الحمد لله الذي أتم علينا نعمه ومن علينا وإدراكنا شهر رمضان المبارك حتى أتممنا الصيام والقيام بفضله وكرمه سبحانه وتعالى، ثم شرع لنا الله عزوجل عيد الفطر المبارك كهدية للصائم وترويح للنفس، (قُلْ ‌بِفَضْلِ ‌اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ) (يونس: 58).

ففي العيد، فسحة وفرحة وسعادة يتزاور فيه الاهل والاحباب ويقدمون الهدايا والعديات التي تملأ القلب بهجة وسور لدي الكبير والصغير ويهنئ بعضهم البعض بقول تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال، فالعيد للترويح عن النفس بالمباحات التي أمرنا الله بها فلا بأس من اللعب الذي لا معصية فيه وتشغيل الاناشيد التي لا تصاحبها مزامير الشيطان، فعن عائشة رضي الله عنها قالت: دخل أبو بكر، وعندي جاريتان من الأنصار تغنيان بما تقاولت الأنصار يوم بُعاث، قالت: وليستا بمغنيتين، فقال أبو بكر: أمزامير الشيطان في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ وذلك في يوم عيد، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا أبا بكر، إنّ لكل قوم عيدًا، وهذا عيدنا" (أخرجه البخاري).

فالعيد ليس لزيارة القبور ولا لتجديد الأحزان وتذكر الهموم والغموم ففرحتنا بالعيد عبادة نؤجر عليها، ويسن قبل الخروج للصلاة ان نفطر على بعض التمرات، فعن أنس رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يخرج يوم الفطر حتى يأكل تمرات، ويأكلهن وترًا. 

فلنفرح بهدية الله لنا ونحمد الله علي نعمة الإسلام ولنتذكر عند الخروج لصلاة العيد أن نصدح بالتكبير والتحميد والتهليل. 

الله أكبر قولوها بلا وجل وزينوا القلب من مغزى معانيها

بها ستعلو على أفق الزمان لنا رايات عز نسينا كيف نفديها

الله أكبر ما أحلى النداء بها كأنه الري في الأرواح يحيها.

العيد أيام أكل وشرب وتوسيع على الأهل والأولاد، وللعلم أيضًا الحث على الطاعات، فليس العيد لمن لبس جديد، ولكن العيد لمن إيمانه يزيد، فلا نقصر في ورد القرآن يومًا والمحافظة على الأذكار وقيام الليل، فخير الأعمال أدومها وإن قل. 

كل عام والأمة الإسلامية والعربية في خير وسعادة واطمئنان.

عيدكم سعيد مبارك.