الحرج الاجتماعي من آفات التربية

  • 165
صورة أرشيفية


خلال ممارساتنا لعملية التربية نتعرض لبعض الآفات التي تفسد هذه العملية، ومن هذه الآفات «الحرج الاجتماعي».

نعم، الاهتمام دومًا بآراء الناس في أشخاصنا، وفي أفعالنا، وأسلوب حياتنا من أكبر الآفات التي تدفعنا في بعض الأحيان -بل في معظمها- إلى أن نقوم بفعل عكس ما نريد فعله، وأيضا إصغاء الأم أو الأب لرأي المحيطين من أقارب أو جيران أو معارف، وتأثرهم بردود أفعالهم، يفسد العملية التربوية ويتعدى لبعض الحماقات في بعض الأحيان؛ فيدفع الأم أن تضرب ابنها حتى ترضي الجد أو الجدة مثلًا، أو تضغط على ابنتها لتفعل ما يعاكس رغبتها؛ لأجل إرضاء الخالة والعمّة. 

وأحيانًا يغيّر الوالدان مسار مستقبل أحد أبنائهم تمامًا، ليس رغبة منهما في ذلك، ولكن تحسبًا لما سيقوله فلان أو فلانة، ولمراعاة الوضع الاجتماعي -للأسف- يتخبط الآباء والأمهات في التربية، ويفتقد الأبناء لمعنى الاستقلالية.

هذه أمٌ تؤمن بعدم الضرب وبأثره السيئ في التربية، ومع ذلك عندما تسير في إحدى المحال مثلًا، ويصيح ابنها باكيًا متعلقًا بقطعة حلوى، تضربه لشعورها بالحرج، وأخرى في مطعم تصرخ في صغيرها؛ لأنه سكب كأس العصير الخاص به، فاتسخت ملابسه؛ فشعرت بالحرج، وثالثة تبتزها ابنتها أمام الضيوف لتحصل على ما تريد!

فالشعور بالحرج الاجتماعي إما يدفعنا للعصبية واتباع أسلوب خاطئ مع الأبناء، أو يجعلهم يستغلون هذا الحرج إذا شعروا أنه نقطة ضعفنا؛ ليبتزونا أمام الغرباء.

من أول وأهم علامات المربي الناجح تجاهل آراء الآخرين تمامًا، وعدم الخضوع لنصائحهم الفتاكة، وألّا يعطي بالًا لانتقاداتهم التي لا تنتهي، ولا يضع في الحسبان تقييم المجتمع له، وعليه السير بثقة في خطة تربوية ناجحة بأسلوب مرن ومنظم، شرط الرجوع لمرجعية موثوق فيها.