الجمال بكمال الأدوار

فاطمة المرشدي

  • 37

قد تظن أن زوجتك العشرينية الأنيقة خرجت ولن تعود، ولكنها عادت بجمال جديد يحمل معه الكثير من التفاصيل الجديدة، التي تسعى أن تكون متوازنة فيها دون توانٍ عن أداء حقك، لقد عادت في أبهى صور العطاء بكل ما تحمله تفاصيل تلك الصورة من جمال لكنه جمال يختلف عن ذلك الذي صحبته إلى بيتك على هيئة عروس.

نعم تغيرت بعض التفاصيل وتمحورت لتناسب الأوضاع الجديدة بشكل لائق، وكيف لها أن تقف ثابتة في محل واحد وقد تغير كل ما حولها بعد أن صحبوها صباح يوم مرتعدة، تذرف الدمع ويكاد قلبها يكسر أضلاعها هربًا من الخوف إلى غرفة باردة لا تستطيع عينها الدامعة رؤية شيء من تفاصيلها لكن مُجمل المشهد مهيب، ينذر بوقوع أمر كبير؛ لتمر دقائق ثم تأتي صرخة الفرح مؤذنة بحياة جديدة، حياة تقتحم الحياة وتطغى عليها حتى تكاد تسلب كل التفاصيل وتجرها نحوها رغمًا عنها.

 زوجتك في ثوبها الجديد صارت أمًّا، مهما حاولتما تجاهل ذلك والتعامل معه على أنه نشاط عادي أضيف إلى اليوم ولا يجب أن يظهر تأثيرًا كبيرًا لكن ذلك لن يحدث مهما بلغ الجهد، فإمكاناتنا كبشر لا تُمكّن أحدًا من الاستيقاظ ليل نهار بكامل تركيزه وحالته المزاجية القادرة على التكيف ومجاراة الحياة اليومية دون كلل أو تعب أو حتى دون أن تعصب عينيها متغلبة على ألم رأسها حتى تستطيع الوقوف في مكانها ثابتة لتلحظ أنت كم الإرهاق الذي هاجم ملامحها.

هي لم تعد هي، ولكنها تجاهد في أن تكون متوازنة العطاء، فكن عونًا لها بأن تكون متوازن الأخذ بدلا من أن تُضيَّعا عمرًا في البكاء على وضع من الصعب أن يدوم في وجود الأبناء.

 فهي لم تعد هي تلك التي إن ظللت تبكي على فقدان جزء منها ستفيق وأنت فاقدها بالكلية، فلا القديمة عادت ولا الجديدة تستطيع تحمل كل ذلك البكاء على المرأة التي لم تعد تستطيع أن تكون عليها.

 أما هي على صورتها الأولى فقد كانت خاوية اليدين تستطيع حمل أدوات زينتها كاملة لا تفلتها، وأما الثانية فهي تحمل بين يديها حياة جديدة تتشكل بين أصابع راحتها لتكون لك زينة حقيقية فكن شريكا مرنًا يتفهم كل تغيير ولا يحتاج دائمًا إلى سماع تبرير.

فيجب عليك تحمل حياة جديدة، يشترك معك فيها أطفالك، ويتوزع بينكما العطاء؛ فهي راعية في بيتك، والآن قد كثرت رعاياها، فكن معها معينًا.