فرحة الفطر و فرحة العيد

سناء الأشقر

  • 51


إن الصيام من أحب العبادات إلى الله، ومن أجلّ القربات التي يتقرب بها العبد لربه عز وجل، فالصائمون حرموا أنفسهم الطعام والشراب والشهوة؛ فأعطاهم الله عز وجل من واسع عطائه، وفضّلهم على غيرهم وتولى جزاءهم بنفسه سبحانه.

وقد أخبرنا النبي -صلى الله عليه وسلم- أن للصائم فرحتين، ففي الحديث (لِلصَّائمِ فَرحتانِ: فَرحةٌ عِندَ فِطرِهِ، وفَرحةٌ يَومَ القيامةِ، ولَخُلوفُ فَمِ الصَّائمِ أطيَبُ عِندَ اللهِ مِن ريحِ المِسكِ)، وفيه يخبرنا النبي -صلى الله عليه وسلم- أن الصائم يفرح مرتين، الفرحة الأولى في الدنيا تكون عند فطره وانتهاء صيامه وإتمامه العبادة راجيًا من الله الثواب والفضل. 

والفرحة الثانية تكون عند موته حيث ينال الأجر والثواب، فاغتنمن باقي الأيام، وقمن رمضان إيمانًا واحتسابًا ليغفر لكن ما تقدم من ذنوبكن.

ويعقب فرحة الفطر فرحة عيد الفطر، حيث ارتبط عيد الفطر بتتمة ركن من أركان الإسلام - الصيام-، فأعيادنا مرتبطة بالرحمة والمغفرة والعتق من النار، فيكون فيها التكبير والتهليل والحمد.

وأيام العيد أيام فرح وسرور، وإظهار الفرح هو من تمام الامتثال للشرع، فإن النبي- صلى الله عليه وسلم- لما قدم المدينة وكان لهم يومان في الجاهلية يلعبون فيهما، قال قد أبدلكم الله بهما خير منهما، يوم الفطر ويوم الأضحى.

ومن مظاهر الفرح بالعيد وآدابه الاغتسال والتطيب ولبس الحسن من الثياب والتوسعة على الأهل في الطعام والشراب بقدر الاستطاعة ودون إسراف، والأكل قبل الخروج لصلاة العيد كتناول بعض التمرات، وخروج النساء والأطفال لصلاة العيد ليشهدوا الخير ودعوة المسلمين، وتهنئة بعضنا البعض بالعيد، والتبسط في المباحات كلعب الغلمان وغناء الفتيات.

ولا تستمعي لمن يريدون أن ينغصوا علينا ديننا ودنيانا، ممن ينادون بافتعال مشاكل مع الزوج والأبناء ويسمونه بـ"خناقة العيد"، وكأن الطبيعي المُسلّم به أن نحول أعيادنا إلى مشاكل وقطيعة، ثم نشتكي بعد ذلك من رغبة الأبناء بالاحتفال بمناسبات ليست من الدين، أو مقاطعتهم وعدم مبالاتهم معنا ومع الأهل؛ فاهتمي عزيزتي بأعيادنا لتظهر لأبنائنا في صورتها الجميلة، وأعدي بعض الأنشطة معهم كزيارة الأهل والأصدقاء، أو الاتصال بهم عبر الهاتف، وإعداد بعض الهدايا والتوزيعات ليوزعوها في مصلى العيد؛ لينشروا فرحة عيدنا، ولا تنسي إخراج زكاة الفطر قبيل صلاة العيد، والإكثار من الصدقة في هذه الأيام المباركة.